المساجد فى قبضة العسكر
بقلم: عامر شماخ
فى نهاية خطبة الجمعة الماضية التى كانت
بعنوان (السعادة) ختمها خطيب الأوقاف بعبارة : ( إن أصابكم الشقاء والتعاسة
فلا تدعوا على حكامكم، بل فتشوا فى أنفسكم، فأنتم من أتعستم أنفسكم )!!
ولا يخفى على أحد أن هذا الغثاء قد أملى على هذا الإمعة المعمم، ومعه ما يزيد على 150 ألف خطيب قد طوعهم العسكر فى طول البلاد وعرضها لقيء خطبة موحدة تصاغ بأيدى رجال النظام العسكرى ممهورة بتوقيع أحد مخبريهم الذى يعرف بوزير الأوقاف.
وهذا خطر - وأى خطر - على الدعوة والدين، بل خطر على العسكر أنفسهم لو كانوا يعقلون، فإن المساجد لله، وهى ليست فضائية تمارس التدليس، وهى إن نجحت فلأن مشاهديها الجهلة اختاروا لأنفسهم هذا الدور المفعول به، لكن رواد المساجد ومعتاديها هم أهل الفقه والإيمان، وقطاع كبير منهم لديه الوعى الكامل بالخطر المحدق وبالغارات المتتالية على الدين، وإن قبل أحدهم أن يعتلى المنبر واحد من هؤلاء التابعين ممن باعوا دينهم بدنيا غيرهم واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا -فلن يقبل بتحريف أو تبديل فى دين الله أو فى كتابه أو فى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
إن هلع العسكر من ردة فعل الشعب بعد اغتصابهم حكم البلاد والسيطرة على اقتصادها، جعلهم يئدون كل حى، ويقتلون كل رأى يخالف رأيهم، ويجهزون على كل نبات أخضر وثمرة طيبة، ومن أحدث خطاياهم ما قام به وزير الأوقاف من تجهيز 270 خطبة تقاء على منابر المحروسة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بتكليف من قائد الانقلاب، وهذا أمر عجيب لم يفعله المحتل الأجنبى، ولم نسمع أن قامت به سلطة سياسية فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، بل لم نسمع فى أشد البلاد ملكية وديكتاتورية أن قام حاكم أو ملك بهذا الإجراء الفاشى، والأخطر أنه لم يعترض عليه معترض من ذوى العمائم ممن يحملون كتاب الله ويفسرون آياته، ويلقون على مسامع الناس أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته .
فى الحقيقة لن يصح إلا الصحيح، ولن يمكث فى الأرض سوى الذى ينفع الناس، وقد علمنا أن الذين يحادون الله ورسوله يؤتون من حيث لم يحتسبوا، ويقذف الله فى قلوبهم الرعب، ومن كان يتصور أن تكون نهاية الفرعون الأكبر تأتى على يد الغلام الذى أنقذه من الذبح ورباه فى بيته، ومن كان يتصور أن يكون بطل قصة أصحاب الأخدود هو من رعاه الملك ليكون ساحره، فلعل ما فعله العسكر وأعانهم عليه عمائم السوء، سيكون سببًا فى جلاء الغم، وانفراج الهم ونفرة الناس إلى دينهم، وعلو صوت الحق، وذهاب صوت الباطل وعودة الناس إلى ربهم عودًا حميدًا، بعدما تقطعت بهم السبل وذاقوا الأمرين على يد العسكر العلمانيين.
إن من أكبر الكبائر أن تمنع المساجد من أن يُذكر فيها اسم الله، وأن يسعى الظالمون فى خرابها، والخراب يشمل تعطيلها عن أداء رسالتها كاملة، أو تحويلها بوقًا لشخص أو سلطة أو نظام، وهى لله وليست لهذا أو ذاك، أو منع المسلمين من ممارسة شعائرهم كاملة بها كما جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، أو أن يصلى الناس بها وهم خائفون غير آمنين على أنفسهم، غير مطمئنين من أداء شعائرهم، أو أن تكون ساحة تلاسن وشجار -كما يحدث فى مساجد كثيرة الآن- أو أن يفرض عليها مذهب دون بقية المذاهب، أو أن تغلق فى أوقات الصلاة التى جاء بها الشرع الممتدة من قبل صلاة الفجر وحتى بعد صلاة العشاء، وللأسف فإن كل ما سبق تنفذه السلطة الغاشمة لا تستثنى منه شيئًا.
والخوف -كل الخوف- أن ينتج هذا التضييق قنابل بشرية تنفجر فى وجه المجتمع، وأن يفرز أفكارًا لا يعرفها الدين إنما ولدت من رحم العنف والإرهاب الذى يمارسه العسكر، وجراء الاستفزاز الذى يعانيه الشباب فى ليلهم ونهارهم، وإذا كان ثمة شاب لديه الحكمة والصبر فإن فى مقابله عشرة ركب فيهم الطيش، والخسارة -فى تلك الحال -لا قدر الله- مركبة، والجميع مضار، أما الرابح الوحيد فهم أعداء الدين المتربصون بنا، الذين أوقعوا بيننا العداوة والبغضاء، بعدما جندوا من بيننا من باع الأرض، وهتك العرض وها هو يتسلط على مساجد المسلمين ويفسد عليهم دينهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا يخفى على أحد أن هذا الغثاء قد أملى على هذا الإمعة المعمم، ومعه ما يزيد على 150 ألف خطيب قد طوعهم العسكر فى طول البلاد وعرضها لقيء خطبة موحدة تصاغ بأيدى رجال النظام العسكرى ممهورة بتوقيع أحد مخبريهم الذى يعرف بوزير الأوقاف.
وهذا خطر - وأى خطر - على الدعوة والدين، بل خطر على العسكر أنفسهم لو كانوا يعقلون، فإن المساجد لله، وهى ليست فضائية تمارس التدليس، وهى إن نجحت فلأن مشاهديها الجهلة اختاروا لأنفسهم هذا الدور المفعول به، لكن رواد المساجد ومعتاديها هم أهل الفقه والإيمان، وقطاع كبير منهم لديه الوعى الكامل بالخطر المحدق وبالغارات المتتالية على الدين، وإن قبل أحدهم أن يعتلى المنبر واحد من هؤلاء التابعين ممن باعوا دينهم بدنيا غيرهم واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا -فلن يقبل بتحريف أو تبديل فى دين الله أو فى كتابه أو فى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
إن هلع العسكر من ردة فعل الشعب بعد اغتصابهم حكم البلاد والسيطرة على اقتصادها، جعلهم يئدون كل حى، ويقتلون كل رأى يخالف رأيهم، ويجهزون على كل نبات أخضر وثمرة طيبة، ومن أحدث خطاياهم ما قام به وزير الأوقاف من تجهيز 270 خطبة تقاء على منابر المحروسة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بتكليف من قائد الانقلاب، وهذا أمر عجيب لم يفعله المحتل الأجنبى، ولم نسمع أن قامت به سلطة سياسية فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، بل لم نسمع فى أشد البلاد ملكية وديكتاتورية أن قام حاكم أو ملك بهذا الإجراء الفاشى، والأخطر أنه لم يعترض عليه معترض من ذوى العمائم ممن يحملون كتاب الله ويفسرون آياته، ويلقون على مسامع الناس أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته .
فى الحقيقة لن يصح إلا الصحيح، ولن يمكث فى الأرض سوى الذى ينفع الناس، وقد علمنا أن الذين يحادون الله ورسوله يؤتون من حيث لم يحتسبوا، ويقذف الله فى قلوبهم الرعب، ومن كان يتصور أن تكون نهاية الفرعون الأكبر تأتى على يد الغلام الذى أنقذه من الذبح ورباه فى بيته، ومن كان يتصور أن يكون بطل قصة أصحاب الأخدود هو من رعاه الملك ليكون ساحره، فلعل ما فعله العسكر وأعانهم عليه عمائم السوء، سيكون سببًا فى جلاء الغم، وانفراج الهم ونفرة الناس إلى دينهم، وعلو صوت الحق، وذهاب صوت الباطل وعودة الناس إلى ربهم عودًا حميدًا، بعدما تقطعت بهم السبل وذاقوا الأمرين على يد العسكر العلمانيين.
إن من أكبر الكبائر أن تمنع المساجد من أن يُذكر فيها اسم الله، وأن يسعى الظالمون فى خرابها، والخراب يشمل تعطيلها عن أداء رسالتها كاملة، أو تحويلها بوقًا لشخص أو سلطة أو نظام، وهى لله وليست لهذا أو ذاك، أو منع المسلمين من ممارسة شعائرهم كاملة بها كما جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، أو أن يصلى الناس بها وهم خائفون غير آمنين على أنفسهم، غير مطمئنين من أداء شعائرهم، أو أن تكون ساحة تلاسن وشجار -كما يحدث فى مساجد كثيرة الآن- أو أن يفرض عليها مذهب دون بقية المذاهب، أو أن تغلق فى أوقات الصلاة التى جاء بها الشرع الممتدة من قبل صلاة الفجر وحتى بعد صلاة العشاء، وللأسف فإن كل ما سبق تنفذه السلطة الغاشمة لا تستثنى منه شيئًا.
والخوف -كل الخوف- أن ينتج هذا التضييق قنابل بشرية تنفجر فى وجه المجتمع، وأن يفرز أفكارًا لا يعرفها الدين إنما ولدت من رحم العنف والإرهاب الذى يمارسه العسكر، وجراء الاستفزاز الذى يعانيه الشباب فى ليلهم ونهارهم، وإذا كان ثمة شاب لديه الحكمة والصبر فإن فى مقابله عشرة ركب فيهم الطيش، والخسارة -فى تلك الحال -لا قدر الله- مركبة، والجميع مضار، أما الرابح الوحيد فهم أعداء الدين المتربصون بنا، الذين أوقعوا بيننا العداوة والبغضاء، بعدما جندوا من بيننا من باع الأرض، وهتك العرض وها هو يتسلط على مساجد المسلمين ويفسد عليهم دينهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق