هل قناة السويس مهددة؟
بقلم : فهمى هويدى
الاحد , 8 يناير 2017
هذا خبر مفرح حقا لكنه
لا يسرنا فى مصر كثيرا. ذلك أننى حين قرأت أن الصين أطلقت فى الأسبوع
الماضى، ولأول مرة فى التاريخ، أول قطارات شحن البضائع إلى لندن، وضعت يدى
على قلبى وقلت: هل يؤثر ذلك على قناة السويس؟ وكاد التشاؤم يعصف بى حين
تذكرت الأحلام الكبار التى علقناها على شق تفريعة قناة السويس، ثم كيف
تراجعت تلك الأحلام وتراجع معها دخل قناة السويس حين أصاب الركود حركة
التجارة العالمية.
وإذ حدث ذلك فى العام الماضى، فإن مؤشرات العام الجديد تفتح الأبواب
للقلق على مصير القناة بعد تشغيل القطار الصينى لكى يحمل كل بضائعها إلى
الأسواق الأوروبية. معلومات الموضوع تضمنها تقرير نشرته فى 7/1 صحيفة
«الشرق الأوسط» لمراسلة الجريدة فى بكين ذكرت التفاصيل التالية عن أطول
رحلات القطارات الصينية فى العالم:
< الرحلة سوف تستغرق 18 يوما للوصول إلى بريطانيا حيث يفترض أن تقطع القطارات مسافة 12 ألف كيلومتر.
< ليست هذه هى الرحلة الأولى لقطارات البضائع الصينية إلى أوروبا،
ولكن لندن هى المدينة رقم 15 التى تصل إليها القطارات محملة بمختلف البضائع
والمنتجات. وهى إحدى مراحل خطة صينية طموحة تتكون من شبكة بنية أساسية
وتجارة تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا على طول الطريق التجارية القديمة.
< القطار سينطلق من محطة السكك الحديدية الغربية فى مدينة أيوو
الواقعة فى مقاطعة شينجيانج شرق الصين. وهى المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة
التى تعرف تاريخيا بأنها تركستان الشرقية، وكانت الصين قد استولت عليها
وضمتها إلى أراضيها فى عام 1955، وسكانها الأصليون يعرفون باسم الويغور أو
الأويغور، وهم مختلفون عن الصينيين الذين ينتمون إلى عرق «الهان».
< مدينة أيوو تعد من أكبر المراكز التجارية على مستوى العالم. إذ
يقصدها كثيرون من جميع أنحاء العالم لشراء السلع لإعادة بيعها، وأطلق عليها
أيضا اسم وشعار الاقتصاد الصينى لوجود الكثير من أصناف السلع وبسعر رخيص
مقارنة بالأسواق الأخرى، حتى أصبحت سوق أيوو بمثابة الجنة لكل محبى التسوق.
< سيمر القطار عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا
وبلجيكا وفرنسا قبل وصوله إلى لندن، حاملا بضائع رئيسية من بينها مستلزمات
منزلية وملابس وأقمشة وحقائب.
الإنجاز الصينى الكبير من ثمار جهود استمرت طوال السنوات الخمس
الأخيرة، كان من بينها الزيارة التى قام بها إلى لندن الرئيس الصينى شى
جينبينج التى التقى فيها الملكة إليزابيث الثانية فى عام 2015. الأمر الذى
كان تتويجا للتبادل التجارى الذى وصل حجمه فى العام ذاته إلى 78.54 مليار
دولار. وقد تعززت العلاقات التجارية بين البلدين بعد إعلان نتائج استفتاء
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، حيث وجدت فى الصين حليفا تجاريا جديرا
بالمراهنة عليه.
سألت الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس
عن رأيه فى مدى تأثير عائدات القناة بعد تشغيل قطارات الشحن بين الصين
وأوروبا، فكان رده أن الأمر يستحق الدراسة، للتعرف على تكلفة النقل وأسعار
الوقود اللازم له، وسعة تلك القطارات، وفى ضوء نتائج تلك الدراسة يمكن
التعرف على الإجابة الصحيحة على السؤال، وأنا أتابع الموضوع خطر لى السؤال
التالى: ألم تكن مثل هذه الدراسة واجبة قبل إنفاق المليارات على شق تفريعة
القناة، خصوصا أن المشروع الصينى كان تحت التنفيذ حين صدر القرار المصرى
بخصوص التفريعة؟
وإذ أتمنى ألا يؤثر المشروع على دخل القناة، إلا أنه إذا
حدث العكس فمن يكون المسئول فى هذه الحالة، وكيف نحاسبه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق