الأحد، 1 يناير 2017

الإخوان طريقك إلى الشهرة والمال


الإخوان طريقك إلى الشهرة والمال 


بقلم المستشار :  عماد أبو هاشم
إذا كنت سياسيًّا فاشلًا أو قاضيًا جاهلًا أو كاتبًا مغمورًا أو غير ذلك من أصحاب المقامات الرفيعة فيكفيك أن تكتب مقالًا حماسيًّا أو تلقىَ خطبةً لوذعيةً أو تشاركَ عبر الأثير بمداخلةٍ ناريةٍ تُظهِر تعاطفَك مع الإخوان و تحيزَك لهم بالدفاع عن عدالة قضيتهم و الثناءِ على جماعتهم و ابداء استعدادك لتبنى مطالبهم ، ساعتها سيفتح الإخوان لك ـ دون تفكيرٍ ـ كل أبوابهم ، و يُسخِّرون لك جميع قنواتهم و منابرهم تتبوأ منها ما تشاء ، و ستحظى تصريحاتك و تعليقاتك و كتاباتك مهما بلغت سخافتها بالصدارة في وسائل إعلامهم المختلفة ، و سيسعى وراءَك إعلاميوهم و صحفيُّوهم لاستضافتك في برامجهم و الظفر بأحاديثك لصحفهم ، و سيتناولك كتابهم بالتمجيد و الثناء في كتاباتهم ، و في غضون أسابيع قلائل سيجعلون منك رمزًا من رموز الثورة و علمًا من أعلامها يشار إليك بالبنان ، و تنال شهرةً واسعةً تمتد من المحيط إلى الخليج و ربما امتدت شهرتك وراء ذلك لتصل إلى أوروبا و أمريكا فتكون واحدًا من المتحدثين باسم الثورة المصرية.
أما إذا كنت مواطنًا عاديًّا ، و لم تكن من هؤلاء و لا من هؤلاء ؛ فلكى تنال الحظوة و الصدارة لدى الإخوان فعليك أن تبادر إلى تكثيف جهودك لتكون في دائرة الضوء : إما بإنشاء كيانٍ تدافع من خلاله عن الشرعية ، و إما باستغلال ما تجد في نفسك من ملكاتٍ تسخِّرها في سبيل الدفاع عن قضيتهم التي هي قضية شعبٍ بأكمله بل قضية الأمة بأسرها ، المهم أن تجد الطريق أو الوسيلة التي تجعلك في دائرة الضوء لتنتقل إلى المرحلة التالية ، و هي مرحلة الحظوة و الصدارة عندهم فتنفتح أمامك أبواب الشهرة و المال.
كن مطمئنًّا ، فلن يُنقِّب الإخوان في ماضيك مشرفًا كان أم مخزيًا ، و لن يبحثوا عن دوافعك و بواعثك نبيلةً كانت أم وضيعةً ، و لن يُحللوا شخصيتك سويةً كانت أم مريضة ، لن يُجلِسك الإخوان على جهاز كشف الكذب ، ولن يختبروا قدراتك و معلوماتك حتى في مجال تخصصك ، لست بحاجةٍ أن تكون فذًا في مواهبك أو خارقًا في ذكائك أو مُلمًا بقواعد و علوم السياسة و القانون ، يكفيك فقط أن تكون ممثلًا بارعًا تتقن دور الثائر الحر و تردد شعارات الثورة بحماسةٍ و قوةٍ ، و إذا رغبت في المزيد من الحظوة و الاندماج داخل جماعة الإخوان فعليك أن تتقمص في خطابك سمت الإخوانىِّ المتمرس في الخطاب الدينىِّ و أن تردد مفرداتهم الخطابية و أن تستيقظ لتصلىَ الفجر فى وقت صلاته ، فإن لم تكن تصلى أو لم تكن مسلمًا من الأساس فيكفيك أن تنشر على صفحات التواصل الاجتماعىِّ منشوراتك وقت صلاة الفجر لتثبت للكافة أنك تصليه حاضرًا ، فإن فعلت ذلك فقد بلغت الكمال في صلتك بالإخوان و سيعتبرونك ـ حقًّا ـ واحدًا منهم.
بعد أن تتحقق لك الشهرة و تصبح نافذًا في إعلام الإخوان عليك أن تستقر في دولة قطر ، و أن تبحث عن الفرصة المواتية لتتعاقد مع قناة الجزيرة بمبلغ عشرة آلاف دولارٍ شهريًّا ، و يمكنك ـ أيضًا ـ بالإضافة إلى عملك في قناة الجزيرة أن تلتحق بعملٍ في مجال تخصصك في إحدى الوزارات أو الشركات القطرية الخاصة بمبلغٍ مساوٍ لما تتقاضاه من قناة الجزيرة ؛ لتتحصل في النهاية على مبلغ عشرين ألف دولارٍ شهريًا ، أي ما يعادل أربعمائة ألف جنيه بالأسعار الحالية للدولار مقابل الجنيه المصرىِّ ، أي إنك ستتحصل في السنة الواحدة ـ كما هو حال البعض ـ على ما يقارب خمسة ملايين جنيهٍ ، ومَنْ يدرى ؟ ربما يصل سعر الدولار خلال هذا العام إلى أضعاف سعره الحالي فتتضاعف ثروتك ، لكن حذارِ أن تعرض نقسك على قناةٍ متعثرةٍ كما فعل البعض إذ حاولوا التعاقد مع قناة الشرق في بداية بثها الإذاعىِّ طالبين خمسة عشر ألف دولارٍ شهريًّا فتُقابَل بالرفض و يتندر بك العاملون بها.
إذا كنت من هؤلاء النُّخب ذات الصيت الواسع و تنتمى سرًّا إلى جماعة الإخوان المسلمين أو لم تكن منتميًا إليها و لكنك تبدى دعمك لها فسيسعى الإخوان إلى جعلك في مكان الصدارة في واحدٍ أو أكثر من كياناتهم التي ينشئونها بالخارج للدفاع عن الشرعية بغية تصدير فكرة أن هذه الكيانات تمثل الشعب المصرىَّ بمختلف فئاته و طوائفه و ليس الإخوان وحدهم ، أي إنك ستلعب دور الواجهة ( الفاترينة أو البَرَفان ) ، بالطبع فإنك ستقبل بهذه المهمة ؛ لأن هذا ـ من ناحية ـٍ سيدعم استمرارك في العمل في قناة الجزيرة كمسؤولٍ عن كيانٍ ثورىٍّ مصرىٍّ ، و من ناحيةٍ أخرى سيوفر الإخوان لك الجهات التي تقدم لك الدعم اللوجستىَّ الكبير.
في هذه المرحلة حاول أن تدعم استقرار الكيان الذى تتصدره ، و أن تنال ثقة من حولك ، و أن تُنَفِّذ دون تفكيرٍ كل ما يُملى عليك من تعليماتٍ و إرشاداتٍ ، و لْتحفظْ هذه التعليمات و تلك الإرشادات عن ظهر قلبٍ ، سواءٌ اقتنعت بها أم لم تقتنع ، و سواءٌ فهمتها أم لم تفهمها ، و لكن كن حريصًا على أن تُنَصِّب نفسك أو تحمل الآخرين على تنصيبك أمينًا للصندوق ؛ و بذلك تُحكِم سيطرتك الكاملة على الكيان الذى تتصدره إداريًّا و ماليًّا ، ساعتها ـ فقط ـ تستطيع أن تقول لنفسك و للآخرين : إنك الكيان و الكيان أنت ، و يمكنك ـ في هذه المرحلة ـ أن تفعل ما تريد دون رقيبٍ أو حسيبٍ ، بل يمكنك الاستغناء نهائيًّا عن الإخوان و مهاجمتهم و تخوينهم إذا لزم الأمر.
إذا وصلتَ إلى هذه المرحلة فإنك تستطيع بكل سهولةٍ أن تطيح بجميع معارضيك داخل الكيان الذى تتصدره سواءٌ أكانوا من الإخوان أم من غيرهم ، و هم على صنفين :
الصنف الأول : اكتفوا بتدوين أسمائهم كأعضاءٍ في هذا الكيان ثم عزفوا عن المشاركةِ بجهدٍ ملموسٍ في الحراك الثورى ، و هؤلاء لا خطر منهم فهم مجرد سيارةٍ في قطيعك تتباهى ـ وقت اللزوم ـ بإحصائهم ضمن مجمل الإحصائية الرقمية لكيانك .
و الصنف الثانى : هم قلةٌ يشكلون الهيئة التنفيذية لكيانك و بعض الفاعلين ممن لم يكتفوا بدور المتفرجين ، و هؤلاء ينبغي السيطرة عليهم بأحد أمرين :
الأول : ألا تتردد ثانية في الإطاحة بكل من يزعزع مكانتك داخل الكيان الذى أصبحت أنت هو و هو أنت ؛ لأنك بالطبع ستجد منهم الشرفاء الذين يسعون لإجهاض مشاريعك المكيافيللية الوضيعة و إبراز أخطائك الأيدولوجية الجسيمة و لاسيما إذا كنت غبيًّا جاهلًا تتسم بالحماقة و السطحية .
الثانى : إن لم يكن لكيانك أعداءٌ فعليك أن تصنع لأعضائه أعداءً ينخرطون معهم في معارك طاحنةٍ تُعمى أعينهم عن إدراك أطماعك و أخطائك و نقائصك و تشغلهم عن محاسبتك و الهجوم عليك ، و اختر أعداءك بما يحقق مصالحك الدنيا المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن لتكسب ـ بذلك ـ المزيد من الوقت ؛ فكلما مرت الشهور و السنون ازدادت حصيلة غلتك من الدولارات ؛ لأنك تتغذى على استمرار حالة اللا ثورة و اللا سلم ، أي أن استمرار الثوار في تقديم أرواحهم و بذل دمائهم و أموالهم و التضحية بحرياتهم وراء قضبان السجون و خارجها يضمن بقاءك على عرشك و استمرار دورك بالخارج و يؤمن لك الأموال التي تحصدها بعبارات الإدانة و الشجب التي تطلقها من وقتٍ إلى آخر.
إذًا أعداؤك هم من يسعون إلى اتخاذ قرار الحسم الثورىِّ ، هؤلاء هم الذين يسعون إلى حرمانك مما أنت فيه ، عليك أن تتصيد أخطاءً لهم بحقٍّ أو بغير حقٍّ و أن تُئوِّل تصريحاتهم و كتاباتهم بما يخرج عن مضمون مقصدهم لتثير الناس ضدهم ثم تصمهم بالخيانة و العمالة ، تفعل كل هذا و أنت تتستر بكونك المدافع عن الشرعية التي يحاولون الانقضاض عليها جاعلًا من الشرعية الفزاعة التي تهش بها من يحاول الاقتراب من الحسم و تشل بها لسانه و تقمع ردود أفعاله ، و بذلك تجعل من نفسك حَكَمًا و أنت المارق العربيد و من خصومك الشرفاء متهمين يلتمسون الدفاع عن أنفسهم في اتهاماتك المغرضة.
خطط معاركك لتكون فيها أنت الفارس النبيل الأوحد الذى يمتطى حصان الشرعية المقدس ، و افعل ما شئتَ و قل ما شئت باسم الدفاع عن الشرعية و حمايتها ؛ لتكون أنت الفارس و أنت الحارس و أنت لسان الثورة ، هاجم كل الرموز و حطِّم كل المثل و قزِّم كل العمالقة حتى لا يبقى سواك على الساحة ، ساعتها يمكنك أن تدعوَ الناس لاتباعك وحدك دون شريك ، فأنت ـ الآن ـ لدى الثوار الواحدُ دون شريك .
و إذا كنت ممن ينتمون سرًّا إلى الإخوان و كان البعض منهم قد وعدك بأن تخلف الرئيس مرسى بعد انتهاء و لايته لو لم يقع الانقلاب عليه فاستمت في الدفاع عن بقائه لا من أجل شرعيةٍ تحميها أو إرادة أمةٍ تحترمها و لكن من أجل أن يصيبك الدور ؛ ذلك أن الإطاحة نهائيًّا بمرسى تعنى أنك لن تكون صاحب الدور من بعده ، و أيضًا من أجل اكتساب المزيد من الوقت الذى يعنى مزيدًا من الدولارات التي تضاف شهريًّا إلى رصيدك المتضخم.
أما إذا كنت من حلفاء الإخوان الذين مهد الإخوان الطريق أمامهم حتى علوا و استعلوا عليهم و سعوا إلى تخوينهم و تقزيمهم فإنك إن كنت تتحرك تحت ستار الحفاظ على الشرعية و الذود عنها فليكن همك الأكبر هو إجهاض كل محاولات الحسم و عرقلة جهود أصحابها و تقزيمهم و تخوينهم و مهاجمة آرائهم و تسفيه أحلامهم و سب أشخاصهم و التنكب لتاريخهم و السخرية من تصرفاتهم و تشويه سمعتهم ، فإن نجاحك في استمرار الحال على ما هو عليه يعنى بالنسبة لك المزيد من كسب الوقت و المال ، و إذا أراد الله للثوار الظهور على أعدائهم فيمكنك العودة فوق دمائهم و جثامينهم زعيمًا يمتلك النفوذ و الثروة ، فتتبوأ أعلى المراتب و قد قزمت كل من سواك و لم يبقَ في حلبة السباق من ينافسك إن كان هناك ـ أصلًا ـ من يشغل باله بمنافستك.
صحيحٌ أن الغالبية العظمى من الثوار في الداخل و الخارج جميعهم نحسبهم على خيرٍ و لا نزكى على الله أحدًا ، إلا أنه بجانب هؤلاء المخلصين الأطهار الذين يبتغون وجه الله فحسب تقف تلك الطفيليات الثورية و النباتات المتسلقة التي رمى الإخوان بذورها و جراثيمها في الحقل الثورىِّ بسذاجتهم و توكلهم أو تواكلهم لتعربد و تفسد في الجسد الثورىِّ و تتغذى على دماء الثوار و حرياتهم و أعراضهم .
و كما أن هناك أغنياء حربٍ يتربحون منها أصبح في مصر ـ و لأول مرةٍ في التاريخ ـ أغنياء ثورةٍ يتكسبون من ورائها ، يبيعون الوهم و الكذب و التضليل للناس متطوعين كانوا أم مأجورين و يكدسون في خزائنهم ألوف و ملايين الدولارات ، و بعد مرور ما يقرب من اثنين و أربعين شهرًا من و قوع الانقلاب لم تجنِ الثورة سوى الفشل الذريع و الخيبة الثقيلة مقابل امتلاء خزائن هؤلاء و كروشهم الكبيرة.
لسنا ضد أن يتكسب أحدٌ مما أحل الله لعباده ، لكننا ضد أن يتحول البعض إلى تجارٍ يتخذون من الثورة بضاعةً يعرضونها فتكون أشلاء القتلى و أعراض الثوار و حرياتهم هي معروضات هؤلاء من السلع ، ثم يستميتون ـ بعد ذلك ـ من أجل بقاء الحال على ما هو عليه ابتغاء استمرار رواج تجارتهم و تدفق معروضاتهم ، أعتقد أن الجميع لن يخالفونى الرأي في أن أموال هؤلاء حرامٌ و سحتٌ .
و للأسف الشديد مازال التنظيم الدولىُّ للإخوان المسلمين يدعم بالمال فشل هؤلاء المتسلقين و يمول حماقاتهم و مشاريعهم و أطماعاهم ، مازال ينفق على رحلاتهم و نزهاتهم الخلوية التي يروجون أنها تخدم قضية الشرعية ، مازال ينفق على اجتماعاتهم في أفخم الفنادق في الدوحة و اسطنبول حيث يأكلون و يشربون ما لذ و طاب و في النهاية ينصرفون من حيث جاؤوا عائدين بالفشل و الخيبة ، ما زل ينفق على جهلهم و هم يقولون ما لا يفعلون و يرعدون و لا يمطرون و يعدون و لا يوفون.
ما زال ينفق على باعة السياسة الجائلين بالخارج في الوقت الذى يقبع فيه الثوار الحقيقيون في مصر يلتمسون الدعم و العون منه فلا يجدون ، مازال ينفق على عشب الأرض و ينسى المسلمين المستضعفَين في الكثير من بقاع الأرض : في سوريا و غزة و ميانمار و غيرها ، يلهو اللاهون في تركيا و قطر بينما يُذبَّح المسلمون بالمئات و تُغتصَب نساؤهم بالمئات في مشارق الأرض و مغاربها و لا مجير لهم غير رب محمدٍ عليه الصلاة و السلام.
هؤلاء هم أولى الناس بالرعاية و الدعم ، فهم لا حول لهم و لا قوة و لا نصير لهم أو معين سوى الله ، إنهم يلتمسون الأسباب ليدفعوا الظلم عن أنفسهم فلا يجدون ، أما من يُضيِّعون الفرص الواحدة تلو الأخرى و يمرحون و يلهون و يتسكعون هنا و هناك مستمتعين بالفشل و الخيبة بعد أن تهيأت لهم أسباب النصر فلم يأخذوا بها ، هؤلاء ـ فقط ـ هم من يدعمهم التنظيم الدولى و كأن الباقين ليسوا مسلمين .
فقاعات الهواء الثورية المتطايرة في سماء البلدان الإسلامية قد أهدرت كل الدعم الذى قدمه المسلمون للثورة ، فها هو أردوغان تدعمه قاعدةٌ عريضةٌ من شعبه يعطل كل نظريات السياسة و مسلماتها القائمة على المصلحة انتصارًا للإسلام و المسلمين و يفتح بلاده شرقًا و غربًا للدفاع عن مبادئ الثورة المصرية متحملًا هو و شعبه تحدياتٍ قاسيةٍ و خسارةٍ فادحةٍ كادت أن تعصف بتركيا ـ لولا ستر الله ـ جراء موقفه هذا ، و كذلك فعلت قطر.
لكن ماذا بعد أن تأكد الجميع من أن رؤوس الذين تصدروا المشهد و نصَّبوا أنفسهم ممثلين للثورة محشوةٌ بالقش و أصبح فشل هؤلاء حقيقةً ثابتةً ككروية الأرض ، أتظنون أن تستمر تركيا في دعم فشل و غباء و انتهازية هؤلاء الأدعياء أصحاب رؤوس القش و لديها من التحديات في الداخل و الخارج ما يُعرِّض مصالحها و أمنها للخطر ؟ أم تُراكم تظنون أن يتخلى أردوغان عن المُستضعَفين من المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و يكرس جهود حكومته لمؤازرة قومٍ يلهون و يلعبون و يتخذون السياسة هوايةً و الثورة سبيلًا للتكسب ؟ كذلك لن يصمد القطريون وحدهم في رعاية فشل الكائنات الثورية من فصيلة الجوفمعويات في مستنقع الفشل الذى تقبع فيه الثورة.
إن هي إلا أسابيع أو شهور إن لم يتدارك الشرفاء من الإخوان و غيرهم الأمر و يصححوا الأخطاء و سيطلب الأتراك ـ و الحق معهم ـ وقف قنوات الشرعية عن البث من داخل أراضى دولتهم و تصفية الكيانات الثورية المتواجدة بها ، و سيتقلص ـ حينها ـ الدور القطرىُّ حتى يتلاشى تمامًا ، لتصبح الثورة بفضل صائدى الكنوز الثورية بلا صوتٍ أو دعم ، و على كل حال فإن رؤوس القش تلك يعدون العدة ـ من الآن فصاعدًا ـ للتنصل من أخطائهم و إلصاقها بالآخرين .
إذا تحقق وعد الله لعباده المؤمنين و وعده الحق ، و كتب لثورتنا النجاح فلن آلو جهدًا ـ ما أمكننى ذلك ـ في محاسبة هؤلاء وغيرهم ممن أضروا بالثورة و الثوار و أضاعوا الفرص الواحدة تلو الأخرى ـ متعمدين كانوا أم جاهلين ـ و ملاحقة أموالهم و أرصدتهم و ممتلكاتهم في الداخل و الخارج أمام محاكم الثورة ، فضياع الفرص ليس إلا وليد شرٍّ أبى ثم أبى إلا أن يكون عنيدًا ، و إن تأخر النصر ـ و علمه عند ربى ـ فحساب هؤلاء على الله ، و سيعلم الذين ظلموا أىَّ منقلبٍ ينقلبون .
حفظ الله الثوار و فك أسر المعتقلين الأحرار ورحم الشهداء الأبرار و انتقم من المنافقين الفجار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق