الأربعاء، 9 مارس 2016

أسرار و أهداف مكالمة السيسي مع عمرو أديب!

أسرار و أهداف مكالمة السيسي مع عمرو أديب!

مكالمة السيسي مع عمرو أديب!
09/03/20169

في نبرة تعبر عن الأزمة الداخلية التي يعيشها نظام السيسي، والتي صلت للدوائر الضيقة حول قائد الانقلاب العسكري، جاء اتصال عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، بعمرو أديب في برنامجه "القاهرة اليوم"، على قناة أوربت المشفرة، والتي يبلغ قيمة الاشتراك فيها نحو 6 آلاف جنيه، مقدما عددًا من الرسائل التي لا يمكن قراءتها إلا في إطار الضغوط المتصاعدة التي يواجهها السيسي، من عدم قدرته على إنجاز تقدم ملموس على أرض الواقع، وتفاقم أزمات المواطنين، وتراجع شعبيته بين مؤيديه لدرجة كبيرة، مع تقديرات بتزايد وتصاعد الأزمة الاقتصادية بالبلاد في الفترة الأخيرة، ما يعزيه المراقبون بأنه قد يكون تمهيدًا لقرارات خشنة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وجاءت المكالمة على قناة مشفرة لا يشاهدها إلا الذين يخشاهم السيسي، كتعبير واضح عن حقيقة الضغوطات التي يواجهها السيسي من داخل نظامه.
رسائل السيسي
ويمكن ملاحظة عدة رسائل من وراء اتصال السيسي، الذي جاء بإيعاز من المخابرات الحربية، التي تعمل بصورة متسارعة لإنقاذ قائد الانقلاب من السقوط بقوة الأزمات التي تشهدها مصر،
منها تأكيده على بقائه في حكم مصر لفترة رئاسية ثانية، في ضوء مزيد من الحديث عن رحيله خلال عامين أو عام ونصف.

وأكد السيسى، فى مداخلته الهاتفية، أنه سيحقق ما وعد به الشعب، قائلا: "ما دام قلت إنى أنا هأعمل يبقى بفضل الله تشوفوه قبل ما أمشى، وقبل ما أنهى مدتى أكون خلصت كل كلمة قولتهالكم"، فيما رد عمرو أديب "أنهى مدة؟" فقال الرئيس: "لا أنا باتكلم على سنة أو سنة ونصف من الآن.. وورانا شعب عاوزين نديله أمله الحقيقى".
وفى رده على سؤال عمرو أديب حول رحيله بعد الفترة الرئاسية الأولى، قال: إن الأمر المتعلق بحكم مصر يخضع لإرادة الله سبحانه وتعالى، وليس لأى أحد آخر، (وهو ما يحمل تأكيده بوجود أطراف داخل النظام تريد إزاحة السيسي)، وكذلك لإرادة الشعب المصرى، مضيفًا "الشعب المصرى لن يستطيع أحد أن يفرض عليه أى إرادة غير إرادته، وهو شعب ذكى جدا، ولديه عمق حضارى لآلاف السنين، لكننى أتكلم عن التزامي داخل النطاق الذى كلفتمونى به، لو قدرت أعمل لـ20 سنة أو30 سنة جاية فى السنتين اللى جايين هاعمل، ويا رب يقدرنا كلنا وتروا كل الخير يا مصريين بيكوا وبعملكم".
وهذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها السيسي عن مدته الرئاسية الثانية في أقل من أسبوعين، حيث كان قد أكد في كلمته أثناء تدشين إستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، يوم 24 فبراير الماضي، أنه "يجب أن نتحمل من أجل خاطر أبنائنا وأحفادنا، ومصر دولة كبيرة وتقدر تعمل كل حاجة، والناس مش واخدة بالها بقى ولا إيه؟، فاكرين إني حسيبها، لا والله، حافضل أبني وأعمر فيها لحد ما تنتهي يا حياتي يا مدتي".
الانقلاب على الانقلاب
وهو ما يمكن قراءته سياسيًّا من حديث السيسي عن عدم خشيته من الموت في ضوء العقلية الأمنية الحاكمة، التي قد يكون لديها معلومات أو مخطط لقتل السيسي أو الانقلاب عليه، حيث سبق وأن تحدث عن الموت، وأنه غير عابئ بأن يكون مصيره كمصير الرئيس الأسبق أنور السادات، الذي تم اغتياله في حادث المنصة الشهير.
وفي هذا الإطار، يمكن استحضار تعليق "ميشيل دن"، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام، حول تصريحات قدرة السيسي على استكمال مدة رئاسته، قالت: "إن السياسة التي انتهجها قد خلقت له عددا كبيرا من الأعداء في الداخل، وأن هؤلاء الأعداء قد يشنون عليه هجوما، إما بالعنف أو بالتظاهر، غير أن هذا الأمر يصعب التنبؤ به على وجه الدقة"، وهو ما يعبر عن احتمالات الانقلاب على السيسي من داخل المؤسسة الأقوى في مصر حاليا.
العودة إلى "المِنِي مشروعات"
وحاول السيسي إبراز تحقيق إنجاز فعلي على أرض الواقع، لتعويض فشله الذريع في المشروعات الكبرى التي تورط في الإعلان عنها، لكسب مزيد من شرعية الإنجاز، التي قد تجد سبيلها لدى شعب مطحون لم يرَ إلا الهموم والغلاء والأمراض والبطالة، ما تسبب في تراجع حاد في شعبية السيسي بين مؤيديه، فتحدث خلال المداخلة الهاتفية عن 8 مشروعات قومية، أغلبها في سيناء، وهي "مزرعة الأمل على مساحة 3 آلاف فدان، ومجمع مصانع للرخام، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومشروع الـ600 حوض للاستزراع السمكي، ومشروع الـ27 تجمعا بدويا، والطريق الموازي لقناة السويس ضمن مشروع شبكة الطرق، ومحور ميناء التفريعة ومطار المنيا".
والملاحظ في استعراض السيسي للمشروعات القومية، أنه تحدث عن مشروعات بعينها، وتجاهل مشروعات أخرى كان قد تم الإعلان عنها في وقت سابق، كالعاصمة الإدارية ومشروع الضبعة النووي والمليون ونصف المليون فدان، وهو الأمر الذي يثير تساؤلا حول مدى الجدية والإنجاز الذي تم في تلك المشروعات.
التواصل مع الشعب سيئ
استبقت مكالمة السيسي حملة انتقادات واسعة شنها إعلام الانقلاب على قائد الانقلاب، ومنهم عمرو أديب نفسه، الذي تحدث قبل ساعات من مكالمة السيسي بأن هناك مؤامرة داخلية لإسقاط السيسي، عقب تعليقه على مبادرة حمدين صباحي.
ومن ثم جاء رد الطرف الداعم للسيسي على حملات التشوية أو الفضح الداخلية، بتقديم كشف حساب ورسائل البقاء، وقال: "دا كشف حساب بقدمهولكم، وواضح أن هناك سوء تواصل بيننا"، وقام بشرح تفصيلي لما تم إنجازه وما سيكتمل من مشروعات عملاقة خلال العام ونصف والعامين المقبلين قبل انتهاء مدة رئاسته.
السيسي تعمد الإشارة إلى أن هناك ربما سوء تواصل بينه وبين المواطنين فيما يخص ما تقوم به الدولة من أعمال وسياسات، وقد يكون هذا هو السبب وراء إقدامه على تقديم كشف حسابه، الذي خلا من الحديث عن المشروعات الضخمة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق