شاهد.. أمهات الثورة لـ"السيسي": " عيدنا يوم ما تغور "
21/03/2016
كتبت الناشطة "منى ماهر" على صفحتها اليوم الاثني 21 مارس 2016، والذي يوافق يوم عيد الأم، تقول: "النهاردة عيد الأم كل بنت وولد هيقولو لمامتهم.. كل سنه وانتى طيبه يا احلى ماما ف الدنيا وهى ترد تقولهم.. ربنا يخليكو ليا يا حبايبى ويجيبولها هدايا.. والأسرة كلها تحتفل بقى بليل.. وجاتوه بقى وكده وممكن كمان يخرجو يتفسحو ويهيصو.. والأم والأولاد يرجعو مبسوطيين ع الاخر للاسف اللى بحكيه ده هيحصل النهارده فعلا.. بس لشعبهم هم بس احنا شعبنا يوم عيد الام بالنسبه له النهارده هيبقى مختلف شويه".
ووافقتها السيدة "سامية سعد"، التي أكدت أن نجلها اختطفته قوات الأمن من منزلهم بمحافظة الإسكندرية في بداية مارس 2015، وتعرض للاختفاء القسري لأكثر من 20 يوماً، وقالت: "هكذا تكرمنا مصر بعدما أفنينا أعمارنا في تربية أبنائنا، وغرس الأخلاق وحب الوطن فيهم؛ يكون جزاؤنا أن نُحرم منهم ويُحرمون هم من مستقبلهم وحريتهم".
وأضافت: "يوم عيدنا هو اليوم الذي ينكسر فيه الانقلاب ويتحرر فيه الوطن، ويتمتع أبناؤنا بالحرية"، وتساءلت: "أي عيد أم يتحدث عنه العالم ونحن محرومون من أبنائنا وزهرات حياتنا؟"، متابعة: "أشعر بمرارة داخلي حينما أرى النظام والمسئولين في مصر يكرمون الراقصات، في حين نُحرم نحن من أبنائنا الذين يشهد لهم الجميع بحسن الخُلق والتفوق".
ذلك هو شعبنا
تستأنف الناشطة "منى ماهر"، الحديث بالقول:" كل ام هتروح تزور ابنها او بنتها ف القبر .. وتبكى جنبه عشان كان نفسها تسمع كل سنه وانتى طيبه من ابنها او بنتها ... بس مش هتقدر عشان هما دلوقتى تحت التراب كل ولد او بنت هيروحو يزوروا امهم ف القبر ... ويبكو عشان كان نفسهم يجبولها هديه زى بقيه اصحابهم ويقولولها كل سنه وانتى طيبه وياخدو منها حضن كبيير ... بس مش هيقدرو لانها دلوقتى تحت التراب".
وتابعت: "النهارده اكتر من 5000 أم اتحرمت من أحلى جملة ممكن تسمعها ف حياتها.. من أغلى شخص ع قلبها ولذلك من الطبيعى أن تكون الأم المثالية لشعبهم هى فيفى عبده وتكون الأم المثاليه لشعبنا هى والده كل شهيد وشهيدة.. كل معتقل ومعتقلة.. كل مصاب ومصابه".
وشددت على أن "الأم المثالية بالنسبة لى ع وجه الخصوص هى.. طنط سناء عبدالجواد تلك الأم التى استشهدت ابنتها وقره عينها.. الحبييييبه أسماء البلتاجي اعتقل زوجها الحبيب وتعرض للتعذيب اعتقل ابنها وتعرض للتعذيب اعتقلت هى شخصيا وتم الافراج عنها اعتقل ابنها الاخر وتم الافراج عنه تلك هى أمنا المثالية.. وذلك هو شعبنا".
مشاعر وطقوس
وفي الوقت الذي تنتظر فيه ملايين الأسر المصرية حلول يوم 21 من شهر مارس من كل عام للاحتفاء بـ"عيد الأم"، يمر اليوم على أُخريات بمشاعر وطقوس مختلفة تتواءم مع جراحهن النازفة وقلوبهن الجريحة.
فيهل العام الثاني بعد استيلاء عبدالفتاح السيسي على الحكم، ودموع الأمهات لم تجف، فمنذ أحداث 30 يونيو 2013 لا تفارق الدموع عيون آلاف الأمهات اللاتي حُرمن من أبنائهن وأزواجهن الذين غيبتهم السجون، أو لقوا حتفهم لمواقفهم المعارضة للنظام الحالي.
وتشير منظمات حقوقية، إلى أن أكثر من 2500 سيدة تعرضن للاعتقال في مصر منذ 3 يوليو 2013، لا تزال 56 منهن رهن الاعتقال في ظروف غير إنسانية، وخلال تلك الفترة قُتلت مئتا سيدة وفتاة على يد قوات الجيش والأمن المصري، خلال مشاركتهن في تظاهرات معارضة للنظام الحالي.
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
وتعرضت والدة أحد المعتقل بسجن العقرب خليل أسامة، (25 عاما)، للإصابة بانهيار عصبي شامل، إثر رؤيتها ولدها في حالة طبية حرجة بمستشفى سجن ليمان طرة بعد تعرضه لنزيف في المخ وفقدان للذاكرة، نتيجة سوء أوضاع حبسه في سجن العقرب، ومنع الأدوية عنه.
جراح لم تستطع أن تحتملها الأم فانهارت وسقطت ليكون سقوطها سقوطا مدويا لكل المتشدقين بحقوق الحيوانات بعد أن غابت حقوق البشر بلا رجعة خلف القضبان.
بينما تروي والدة «خالد عسكر» مأساة ابنها قائلة: «زرت خالد ابني في سجن برج العرب، حيث عنابر الإعدام ممتلئة عليهم بالمياه، والمياه تدخل عليهم من الأسلاك التي هي عبارة عن شباك ومن أسفل، حيث إنها عنابر تحت سطح الأرض».
وتساءلت: «كيف يكون لشخص أن يعيش حياته واقفا وسط بركة من الماء وكل إغراضه وملابسه وطعامه تغطيها المياه، وهل يستطيع أحد أن يظل واقفا ليلة واحدة داخل بركة مياه، فهم يعيشون هكذا»، مشيرة إلى أن «كل أغراضهم أصبحت غير صالحة لا يوجد ما يفترشون به الأرض من أغطية وإن وجدت فهي غرقى بالماء، الزنزانة خالية تماما من الكهرباء ودورة المياه».
واختتمت كلامها بقولها باحتساب: «إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق