الاثنين، 28 مارس 2016

ريجيني ولا تغديني بقلم: د. عز الدين الكومي



 ريجيني ولا تغديني
 
بقلم: د. عز الدين الكومي
 
هذا ليس من الأمثال الشعبية التى يرددها المصريون ولكنها عنوان فيلم الموسم الصيفى الهابط لداخلية الانقلاب عبر مشخصتيها الذين هم تشكيل عصابى يرتدى ملابس الشرطة كما اعترفت داخلية الانقلاب!
 
فبعد حالة الهلع التى أصابت النظام الانقلابى من حادثة مقتل ريجينى الذي اختفى في القاهرة يوم 25 يناير ووجد في حفرة بعدها بأسبوع.
وقد تعددت روايات داخلية الانقلاب غير المقنعة فقد أعلنت في البداية أنه حادث سير ثم بعد فترة أنها عملية للموساد للإضرار بعلاقتنا بإيطاليا ثم قالوا أنها من تدبير الإخوان لمحاولاتهم زعزعة استقرار البلاد ثم قالوا أنها من أفعال داعش وقالوا تقف ورائهاعصابة للمخدرات
 
وقالواأنه حادث سرقة وأنه تصفية حسابات شخصية عاطفية وأخيرا قتلته عصابة متخصصة في قتل الأجانب وتم تصفية جميع أعضائها!!
كما حاولوا أن يجعلوها منها قضية بسيطة مثل قتل المصريين الذين لابواكى لهم وكما قال أحد إعلام فاهيتة لم يجدوا كبش فداء يلبسوه القضية!!
 
وكان الزند في لحظة تجلى خرج عن النص وقال أن داخلية الانقلاب متورطة في قتل ريجينى .
 
فقد وضعت حادثة ريجينى مصداقية النظام الانقلابى أمام العالم على المحك فبعد أن كانت جرائم النظام بحق المصريين لايتحد عنها أحد و يصدرون الأكاذيب للعالم بأنهم يحاربون الإرهاب والكباب والعالم يصدقهم على كذبهم – وأحيانا يعمل من بنها-!
 
جحا قالوا له: الفاحشة دخلت المدينة قال طالما ما دخلت بيتي ما فى مشكلة قالوا له: دخلت بيتكم قال طالما ليس فيّ ليس مشكلة!!
 
ظن النظام الانقلابى الذى اعتاد الذى اعتاد الكذب أن تصفية خمسة مواطنين بأنهم قتلة ريجيني وأنهم دأبوا على إختطاف الأجانب سيخرجه من المأزق الذى وقع فيه!!. 
 
كن الحقيقة أن النظام الانقلابى جعل مصر دولة مسجل خطر وأنه لم يكتف بإستغباء شعبه ولكنه حاول تصدير مازاد عن الغباء إلى العالم الخارجي!
 
صحيفة الاسبريسو الإيطالية قالت: حاول النظام الانقلابى أن يصدر لنا رواية تخالف كل منطق لكننا نريد الحقيقة التي لم يصرح بها أي محقق في مصر ولكنهم ايهامنا برواية زائفة لإيجاد مخرج من أزمة ريجينى.
 
وأنهم عثروا في مسكن لأحد أفراد العصابة على المتعلقات الشخصية لريجينى.
 
وقالت الصحيفة هذه الرواية غير منطقية وإلا لماذا تقوم العصابة بخطف ريجيني وأسره لعدة أيام ثم تعذيبه بشكل وحشي ثم قتله لمجرد السرقة ولماذا أبقواعلي وثائقه ومتعلقاته في منزلهم؟أبو50%!!
 
والسؤال ل(50%) عصابة متخصصة في سرقة الأجانب ولم يتم العثور معها سوي علي متعلقات ريجيني فقط؟ ولماذا احتفظ أفراد العصابة بمتعلقاته بهذه السذاجة؟ أكيد زعيم العصابة واحد ب50%!
 
وقد حاولت أن أجد إجابة شافية أقدمها للإيطاليين وأنهم قتلوه لأنه رفض يعطيهم باسورد الموبايل!!
 
ثم تأتى تحقيقات النيابة لتنسف رواية داخلية الانقلاب وإخراجها المتخلف فقد أعلن المستشار شريف عبد المنعم رئيس نيابة القاهرة الجديدة أن التشكيل العصابي الذي تمت تصفيته ليس له علاقة بمقتل ريجينيظت وأن الخمسة أشخاص الذي تم تصفيتهم هم سائق ميكروباس وأربعة ركاب عاديين كانوا يستقلون الميكروباص لتوصيلهم بالأجرة ولاتربطهم أي علاقات سابقة وأنهم جميعاً لاينتمون لأي فصيل أو حزب سياسي ولاعلاقة لهم بالإخوان ولا أي جماعات مسلحة وأنه تم تصفيتهم بطريق الخطأ!! زعردى يللى منتاش غرمانة!!.
 
مسؤول الإعلام الأمني باخلية الانقلاب صرح أنه تم استهداف تشكيلا عصابيا بالقاهرة الجديدة تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة
واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه وأثناء الضبط تم تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة ما أسفر عن مصرع 5 من عناصر التشكيل وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإخطار النيابة العامة.
 
من الذى يصدق يصدق سلطة فاشية تمارس الإرهاب والعنف و تستخف بحياة المواطنيين لتبرئة رجالها و تستر على الجاني الحقيقي!!
والطريف في الأمر أن كثيرا من المنظمات الحقوقية قالت أن علامات التعذيب التي ظهرت على جثة ريجيني تحمل بصمات الأمن المصري لأنها ماركة مسجلة يا معلم!
 
ردود الفعل الإيطالية على إعلان داخلية الانقلاب في مقتل ريجينى جاءت ساخرة من الرواية الانقلابية فقد قال: رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا في تغريدة له بقوله: أسف لا أشتري هذا الكلام!
 
فرانسيسكو فيريرا النائب في البرلمان الإيطالي قال:بأن المزاعم المصرية في قتل ريجيني لم تجب على أسئلة كثيرة من بينها السبب في اعتقال ريجينى لأيام قبل مقتله.
 
وأعتقد أن داخلية الانقلاب قد أدانت نفسها وقدمت دليل اتهامها بكشفها عن متعلقات ريجينى الشخصية وأنه تعرّض للتعذيب بنفس الطريقة التي يتعرض لها المواطنون المصريون في أقسام الشرطة.
 
فإذا أضفنا لذلك تصريحات سابقة لمسؤول بالطب الشرعي أبلغ مكتب النائب العام بأن التشريح الذي أجراه على جثة ريجيني أظهر خضوعه للاستجواب لمدة تصل إلى 7 أيام قبل مقتله!
 
وبذلك يمكننا القول أن روايات داخلية الانقلاب حول مقتل ريجينى لاتسمن ولا تغنى من جوع وإنما هروبًا من المسئولية إلا أنها غير واقعية ولا تستند إلى تحقيقات شفافة وهذا الكلام سترفضه إيطاليا كما سيرفضه كل عاقل يعرف السياسة القمعية لداخلية الانقلاب وأنها تقوم على منطق (معزة ولو طارت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق