"أسياد وعبيد".. خطة سرية لتحويل مدارس الغلابة لـ "تجريبي"
..وفصول الحكومي إلى 120 طالبًا
26/03/2016
انتهجت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب خلال الفترة الماضية خطة غير معلنة لتقليص عدد مدارس التعليم الحكومي والتوسع في المدارس التجريبية، وفتح المجال أمام المدارس الخاصة بما يقضى تدريجيا على فكرة التعليم "المجاني" بطريقة صادمة للأهالي، خاصة غير القادرين ومحدودي الدخل، وهو ما ظهر واضحا في عشرات المدارس بمحافظتي القاهرة والجيزة، "بانتزاع" فصول من داخل المدارس الحكومية وتحويلها إلى تجريبية، ليظهر النقيضان في مكان واحد، كما تم مع مدرسة الحرية بالمرج وفق شهادات محزنة من أهالي المنطقة الذين لا يجدون قدرة لدفع مصروفات عالية ما أدى لتسرب أبنائهم من التعليم.
فصول مكدسة تحمل "وصمة" التعليم الحكومي، وفصول تجريبية جديدة تظهر عليها علامات التجديد للترويج لها والإقبال عليها بطريقة "أديك شايف المجاني وحاله"، وهو ما يفسر ارتفاع نسب الكثافة بصورة رهيبة في فصول التعليم الحكومي وصلت لـ130 تلميذًا في إمبابة والوراق بالجيزة ومناطق المرج والمطرية بالقاهرة باعتراف الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم.
وفي الوقت الذي قامت فيه الوزارة بطرح 1000 قطعة أرض على القطاع الخاص لإنشاء مدارس حكومية لغات، معلنين أنها ليست لمحدودي الدخل ومخصصة للطبقة المتوسطة، في الوقت الذي توجد فيه أزمة وجود أراضٍ خالية لإنشاء مدارس حكومية جديدة خاصة في المدن والقرى الريفية، ومعها ترتفع نسب التكدس الطلابي في المدارس الحكومية دون أي تخفيف.
الأكثر من ذلك هو اتجاه وزارة التربية والتعليم لاستخدام أسلوب أكثر قسوة، في تطبيق خطتها غير المعلنة؛ التي بدأت منذ عامين تقريبا في 2014، الأزمة الكبرى حدثت دون وعى لتؤدي إلى ترسخ للعنصرية والتمييز بين تلاميذ المدارس الابتدائية، والعودة لزمن "الأسياد والعبيد"، وهو بقاء النظامين التجريبي والحكومي في مكان واحد، بما يصنع حالة ذهنية لدى التلاميذ بواقع سوء فصول "الحكومي" ومقارنته "عقليا" في أذهان الطلاب بالتجديد والتطوير في "التجريبيات"، الأخطر من ذلك هو حالة التمييز بالفصل بين حمامات النظامين، فالتلميذ في المدرسة الحكومية مجبر على دخول حمامات قذرة متهالكة، وطالب التجريبيات لديه حمامات جديدة أنشأت خصيصا لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق