سؤال للذين في قلوبهم "مرض البيادة": ماذا تحقق من مؤتمر شرم الشيخ؟!
06/03/2016
لا يتوقف المراقبون عن المقارنة بحسرة بين ما
وعدت به حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس وزراء الرئيس محمد مرسي، وأنجزت
بعضه، وتصريحات قائد الانقلاب السيسي الأخيرة عن الأحوال الاقتصادية،
وإخفاق حكومته التي يقودها المهندس شريف إسماعيل- الشهير بالصايع- عن تحقيق
أي فنكوش، أو إخراج عنزة الاقتصاد من شعير التدهور.
الفرق واضح حتى لمؤيدي الانقلاب بين الحال
في عهد الرئيس مرسي وفريق قنديل الذي يضم "باسم عودة"، وبين ما يفعله
السيسي وما يعد الشعب به.. إنه الفرق بين "من اجتهد وأجرى الله على يده
الخير ومن يعد الناس بالفقر والجوع".
عام من الوهم!
عام كامل من "الوهم" مضى على مؤتمر دعم
وتنمية الاستثمار المصري، والذي عرف إعلاميًا بالمؤتمر الاقتصادي الأول بعد
استيلاء السيسي على مقعد الرئاسة، وهو المؤتمر الذي عقد في مارس 2015
بمدينة شرم الشيخ، وسط حالة من التفاؤل لدى أنصاره وحاشيته بأن ينقذهم
المؤتمر من الكبوة الاقتصادية التي تمر بها مصر.
زاد الطين بلة "زعم" إبراهيم محلب، رئيس
وزراء الانقلاب، وقتها أن الحصيلة النهائية للاستثمارات والقروض التي حصلت
عليها مصر في المؤتمر بلغت 60 مليار دولار، فضلاً عن تعهدات بدعم خليجي
قدره 12.5 مليار دولار، مشيرًا إلى أنه جرى توقيع عقود بقيمة 36.2 مليار
دولار في المؤتمر وتم الاتفاق على مشروعات ممولة بقيمة 18.6 مليار دولار
والسداد على سنوات طويلة، بالإضافة إلى 5.2 مليارات دولار من صناديق
ومؤسسات دولية كقروض مع وزارة التعاون الدولي.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من عام كامل على
المؤتمر الاقتصادي، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم ينفذ مشروع واحد من
المشروعات التى قالت حكومة الانقلاب، إنها تعاقدت على إنشائها كما لم يشعر
المواطن المصري بتحسن في الوضع الاقتصادي للدولة.
السيسي يعدكم الفقر
ومع توالي نتائج "الخيبة" وتقارير "الفشل"
المحلية والدولية لنظام الانقلاب، يرى مراقبون أنه قد ولى زمان كان رافضو
الانقلاب يرهقون فيه أنفسهم، ليؤكدوا للذين في قلوبهم "بيادة"، أن عبد
الفتاح السيسي يعدهم الفقر، وهم الذين "تغابوا" من قبل وزعموا أن الرئيس
الشرعي محمد مرسي لم يعدهم إلا غرورًا.
الآن لم يعد المراقبون ولا السياسيون ولا
النشطاء بحاجة إلى بذل الجهد لتأكيد أن القوم "اشتروا التروماي"، فالحديث
عن أن مصر أصبحت على يد المنقلب في خطر، صار ينشر ويذاع في إعلام الثورة
المضادة نفسه، وبأدلة تستند إلى بيانات لجهات رسمية، ولتصريحات لمسؤولين
كبار في دولة العسكر، والأرقام الكاشفة هي التي دفعت الصحفي المؤيد
للانقلاب "سليمان جودة" ليكتب من منبر المحب: "السيسي في خطر!".
لقد ولت مرحلة أرهق مؤيدو الرئيس الشرعي
أنفسهم من أجل إقناع الذين كانوا في حالة سكر بيّن وهم يؤيدون الانقلاب،
بأن الرجل فاشل فلم يصدقونا، لأنه كان يأخذهم من "متاهة"، إلى "متاهة"، ومن
الحديث المضلل حول ما سيحققه المؤتمر الاقتصادي، إلى "متاهة"، قناة السويس
الجديدة، التي ستقطع علاقتنا بالفقر تماما، ليصبح مجرد ذكرى، وقديمًا قال
قائلهم: "الجمل طلع النخلة"!، فقلنا له: "هذا هو الجمل وهذه هي النخلة"!،
إنها لعنة الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وتفويض الظالم، وقد حلت على الشعب
للأسف؛ لأنه استبدل الشرعية بـ"الدم"!.
شاهد اسامة جاويش في مقدمة برنامجه حيث قارن بين السيس و القذافي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق