«تحالف مصالح» يجمع السيسي وإسرائيل
9 مارس , 2016 -
قال الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر: إن تحالف المصالح المشتركة بين إسرائيل ومصر نما بشكل أقوى في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن كلا البلدين ترجما رؤيتها تجاه التهديدات التي يشهدها الشرق الأوسط إلى تعاون فعلي يهدف إلى مواجهة تلك التهديدات.
وأضاف الكاتب، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية: إن كثيرا من جوانب هذا التعاون مخفي عن أعين الجمهور، في حين يواجه كلا البلدين انتشار التطرف في المنطقة، وعلى رأسها جماعات مثل فرع تنظيم الدولة في سيناء، المسئولة عن سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف مصرية وإسرائيلية على حد سواء.
وأشار الكاتب إلى أن العلاقات الودية بين تل أبيب والقاهرة تتجلى في تطوير العلاقات الدبلوماسية، ومثال على ذلك، أرسلت مصر سفيرا لإسرائيل في يناير، وأدلت قيادتها بتصريحات بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، ومع ذلك فإن تحسين العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين البلدين لم يصل إلى الشارع بعد، موضحا أن جزءا كبير من الشعب المصري لا يزال يبدي عداء صريحا تجاه إسرائيل.
ولفت الكاتب إلى أن هذا العداء يعبر عنه أيضا النخبة المثقفة في مصر في بعض الأوقات، ومن الصعب قياس مدى تشكيله لمزاج المواطن المصري العادي في الشارع؛ إذ إن معظم المصريين يعانون من الوضع الاقتصادي المتردي في مصر، الذي يتصدر حاليا الأجندة الوطنية.
وأوضح أنه حتى بين الأوساط المعادية في مصر، لا توجد دعوة في الخطاب الحالي لشن حرب ضد إسرائيل أو قطع العلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل يعتبر مصلحة وطنية واضحة، وأن إجماعا واسع النطاق على هذه المسألة يسود جميع طبقات المجتمع المصري.
وتابع الكاتب: إن النقاش يدور حول توسيع العلاقات إلى المجالات الاقتصادية والثقافية، وفي هذا الصدد، يفضل العديد من المصريين السير وفق الحالة المزاجية للعالم العربي، الذي لا يزال معاديا لإسرائيل.
وأشار إلى ما وصفه بالمشهد الغريب الأسبوع الماضي، حيث صوت أعضاء البرلمان المصري بطرد زميلهم النائب توفيق عكاشة الذي التقى مع السفير الإسرائيلي.
وقال الكاتب: لا يحتاج الأمر مزيدا من الذكاء لإدراك أن هؤلاء المشرعين لا يمثلون كثيرا من المصريين، وأنه من المشكوك فيه حتى أنهم يهتمون بالصراع مع إسرائيل. المثير للاهتمام في هذه القصة هو أن برلمانياً مصرياً تجرأ على فعل ما يتمنى كثير من زملائه أن يفعلوه، لكنهم يخافون رد الفعل العنيف لزملائهم.
وختم الكاتب مقاله بالقول: إن قيادات البلدين لديهما رؤية مشتركة للتحديات الماثلة أمامهما، وفي وقت لاحق، ربما التفاهمات مشتركة على الصعيدين السياسي والأمني منها، وربما تكون أكثر أهمية من مزاج عابر في الشارع أو بين شرائح من النخبة الثقافية والفكرية في العالم العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق