لم يمض على شرائه السيارة الجديدة عدة أيام.. في الشارع الشهير لم تكن السيارات كثيرة.. وقف بجوار الرصيف وأغلقها جيدا ثم ذهب لشراء كيس لب وسوداني.
عاد بعد دقائق .. ولم يجدها.. لم يكن هناك من يسأله.. نظر يمينا ويسارا. . ثم استسلم للأمر الواقع..
تسلح با?مل. . وتوجه لقسم الشرطة وحرر محضرا بالواقعة.. سجل فيه بيانات السيارة وبياناته الشخصية.. لعل وعسى.
في المساء اتصل به سارقو السيارة. . وطلبوا منه 30 ألف جنيه لارجاعها.. حاول معهم تخغيض المبلغ.. لكنهم أفهموه أنها تسعيرة ثابتة.. وأنهم لو قبلوا أقل من ذلك يبقوا بيحرقوا السوق.. وأن القرار له في النهاية.. ان كان يريد سيارته.. والا فإنه يفوضهم في التصرف فيها.. لم يفكر كثيرا ووافق.. فقيمة السيارة تتجاوز المائتي ألف جنيه.. واتفق مع العصابة على أن يلتقوا بعد يومين حين يوفر المبلغ في نفس المكان الذي سرقت فيه السيارة.. بعد أن حذروه من ابلاغ الشرطة.
في الموعد المحدد توجه إلى نفس الشارع.. كانت الساعة السادسة صباحا.. ولم يكن هناك سواه.. بعد دقائق اقترب منه رجل.. وطلب منه النقود.. على أن يصطحبه لاسترجاع السيارة.. دفع النقود صاغرا. . وبعدها بلحظات مرت سيارة للعصابة.. أخذت النقود وغادرت مسرعة.
تشبث صاحبنا بالرجل ا?ول وقال له لن أترك حتى أستعيد السيارة.. ابتسم الرجل وقال له.. نحن كلمتنا كلمة شرف.. لا تخف على سيارتك فهي في أمان.. ثم تحرك عدة خطوات نحو سيارة واقفة على الرصيف ومغطاة... وكشف عنها الغطاء.. وقال له هذه هي سيارتك.
اكتشف صاحبنا أن العملية كانت نظيفة تماما.. وكل ما فعلته العصابة.. أنها دفعت السيارة للخلف.. ثم غطتها.. وحين خرج لم يجدها.. ولم يفكر أن يرفع الغطاء القديم عن السيارة الواقفة.
كاد صاحبنا يجن. . فقد خسر 30 ألف جنيه ... والسيارة لم تتحرك إلا عدة خطوات.
لم يخف صاحبنا اعجابه بذكاء العصابة.. وتحلى بالشجاعة وهو يقول له: حلال عليكم الفلوس.. بس ممكن أعرف جيبتوا نمرة تليفوني منين؟
قال رجل العصابة وهو يستعد للانصراف: ها نجيبها منين يعني؟ جيبناها من المحضر.
سلام يا باشا !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق