الصحفية والاعلامية / نادية أبو المجد تنشر مكالمتها مع الدكتور أسامة الغزالي حرب العضو السابق في الحزب الوطني المنحل
محادثة تليفونية كاشفة! كنت أتناول طعام الغداء عندما دق هاتفي المصري المحمول وكان المتصل هو د. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديموقراطي وعضو جبهة الإنقاذ والعضو السابق في أمانة السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي المنحل ورئيس التحرير السابق لمجلة السياسة الدولية. بدأ حواره بأنه اندهش وتضايق عندما رآني ضيفة في برنامج سكرتير التحرير علي قناة الجزيرة مباشر مصر، وأنه يتصل بي بدافع "حبه واحترامه من زمان" لي. شكرته علي الاهتمام والاحترام وسألته ماهي القناة المصرية التي يرى أني جديرة أن أظهرعليها؟
فرد بسؤال: "يعني ما فيش ولا قناة عاجباكي يا نادية غير القناة اللي بتقول إن ما حدث في مصر انقلاب دي؟" فقلت له: إني أري أيضا ما حدث يوم 3 يوليو انقلاب منذ الإعلان عنه. اجهض التجربة الديموقراطية الوليدة في مصر، وإنه رغم عدم انتخابي لشفيق إلا أنه لو كان فاز في الانتخابات لما شاركت في انقلاب عليه لأني احترم الديموقراطية ولا أوافق علي الانقلاب عليها. فقال: "انقلاب ازاي؟ انت ماشفتيش الملايين اللي نزلت؟" فقلت: "لا شفت وذلك ما زاد تمسكي بصندوق الانتخاب الذي يحدد الأصوات بدل من الحشود والمبالغة أو الاختلاف علي عدد "الملايين" التي نزلت ...
ولكني أرى الملايين التي لا تزال تنزل ضد الانقلاب أيضاً". وبعد أن أنكر وجود مظاهرات أو مسيرات تنزل بأعداد كبيرة واصفا إياهم "بالعشرات" فقط!. فقلت له إنه يعتقد أنهم عشرات لأن هذا ما تقوله قنوات التعتيم والتضليل الإعلامي التي يشاهدها. فقال: "لكن الإخوان جماعة فاشية نازية"
ولذلك صوت في انتخابات الرئاسة لأحمد شفيق لأني لم استطع التصويت لمرسي". فقلت: "ولكنهم مواطنين مصريين نبذوا العنف من زمان لماذا لا تكلمني عن الإجراءات الفاشية النازية التي تتخذ ضدهم الآن؟ هل نجاحهم في الانتخابات يبرر القتل والحرق والاعتقال الذي يتعرضون له الآن؟ هل هذه هي الديمقراطية يا د أسامة ؟". لم يجب بل ردد الدكتور أسامة الغزالي حرب الاتهام بان الإخوان هم من قتلوا الضباط في كرداسة وهاجموا وحرقوا الكنائس في عدة مناطق ومحافظات فقلت: وما هو الدليل علي هذا الاتهام يا دكتور؟ فكان رده: ومين غيرهم حي عمل كده؟!! فقلت لكن هل يجوز اتهام احد كذلك بدون دليل؟ ماذا حدث لقاعدة أن "المتهم برئ الي أن تثبت إدانته". فقال: "إنهم جماعة ولاؤها ليس لمصر، ولقد هددوا المجلس العسكري أنهم لو لم يصلوا للحكم سيحرقون مصر".
فقلت: "يعني يا دكتور حضرتك مقتنع إن المجلس العسكري خاف من الإخوان الذين هددوه قبل وصولهم للحكم وزور الانتخابات لصالحهم ضد شفيق؟ إزاي وليه؟ وعلي فكرة السيسي كان عضوا في المجلس العسكري". فقال: "السيسي راجل محترم وأنا لست متأكد من أن انتخابات الرئاسة كانت نزيهة وغير مزورة". فقلت : "الانتخابات كانت نزيهة بشهادة منظمات حقوقية داخلية وخارجية أما الانتخابات المزورة فكانت وقت الحزب الوطني الديموقراطي الذي كنت حضرتك عضوا فيه". فرد غاضبا : "عيب كده يا نادية انت عارفة أنا استقلت من الحزب". فقلت "ما أنا عارفة علشان كده قلت لك الذي كنت عضوا فيه ومش عارفة إيه اللي عيب إنك كنت عضوا فيه، ولا أن الحزب كان يزور الانتخابات". وكان يردد باندهاش من وقت لآخر أثناء المكالمة " انت بتتكلمي زي الخواجات" وإنه يتحدث كدكتور في العلوم السياسية". وكان ردي في كل مرة: "أنا أتحدث كمواطنة مصرية وصحفية وإعلامية أغطي الأخبار والأحداث في مصر والشرق الأوسط منذ حوالي ربع قرن، وكمحللة سياسية حاصلة علي ماجستير في العلوم السياسية في الإسلام السياسي من الجامعة الأمريكية في القاهرة منذ أكثر من 20 عاما".
وكان يردد أيضاً في المكالمة التي استغرقت حوالي ثلث ساعة أن مصر ستتقدم لأنها علي الطريق الصحيح بطريقة بدا فيها إنه يحاول أن يقنع نفسه أكثر من أن يكون مقتنعا أو يحاول يقنعني. وكان ردي أن الطريق الصحيح لا يمكن أن يكون مبنيا علي آلاف من القتلى والمعتقلين وشيطنة المعارضين، ومحاولة استئصال فصيل بحجم الإخوان المسلمين من الحياة السياسية حتي ينجح الفاشلون سياسيا وانتخابيا. وانتهت المكالمة بقولي إن الخلاف لا يجب أن يفسد للود قضية، وبقوله إن الأيام بيننا ولتثبت من كان علي خطأ ومن كان علي صواب. لقد قررت أن أنشر هذه المكالمة لأنها ليست شخصية
ولأنها فرصة لعرض مقولات وقناعات طرفي النقيض مما حدث ويحدث في مصر منذ 3 يوليو، ولأني أتعجب من هذه المقولات عموما، وزاد عجبي أن تأتي من دكتور علوم سياسية مفروض أنه يتحدث وفق معايير وأدلة محددة. وكيف أن الخصومة مع فصيل سياسي في مصر تسوغ للكثيرين وليس فقط للعامة بل دكاترة في العلوم السياسية مقولات تتنافي مع العلم الذي تخصصوا فيه ومع مبادئ الديموقراطية والصدق والحق والعدل. هذا لا يعني أن الإخوان المسلمين أو الرئيس مرسي لم يرتكبوا أخطاء. لكن نقد الأخطاء ومعارضتها يكون بالمعلومات الصحيحة والحقائق وليس بترويج أكاذيب أو اتهامات بلا دليل،
وأكيد ليس بقتل وحرق واعتقال آلاف الإخوان والمعارضين ردا علي أخطائهم أو معارضتهم للانقلاب ومحاولة استئصالهم من الحياة العامة أو السياسية في مصر. ليس هكذا تبني أو تنهض الأمم وخاصة بعد ثورة يناير التي كان شعارها "عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية ... كرامة إنسانية". لم تقم الثورة في مصر، واستشهد خلالها الآلاف حتي يتم استئصال فصيل سياسي ويعود قانون الطوارئ، ويعود قمع المعارضين وقتلهم واعتقالهم بالآلاف وتكميم الأفواه وغلق القنوات، ومد أذرع عسكرية في الإعلام ليكون موال، وحشد المثقفين لتحصين الفريق السيسي، أو أي مسئول في الدستور كما قيل في تسريبات حوار وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي مع ياسر رزق رئيس تحرير المصري اليوم. لم تقم الثورة في مصر لتصبح جمهورية الخوف، أسوأ بكثير مما كانت عليه في عهد مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق