الدكتور محمد عباس :
البغل في الإبريق
==========
بالتأكيد فإن البغل أقوى بكثير جدا من الإنسان.. ولكن الويل له إذا لم يدرك حدود القوة التي يكبلها الغباء. فيصبح هذا البغل مثالا للمسرحية التي شاعت بين الناس في الستينيات بعنوان : "البغل في الإبريق" وهو تلخيص عبقري للبغل الذي تغره قوته فيدخل في مكان ضيق لا يستطيع الخروج منه: ولكي لا يورطني أحدكم بخبث ليوقعني فإنني أقصد بشار الأسد.. ولا أقصد أي واحد آخر.. وأي تشابه بين أي واحد آخر وبين البغل لا يخصني ولست مسئولا عنه.
موجز المسرحية أن فايز حلاوة (الوجيه الأمثل) وزوجته آنذاك السيدة تحية كاريوكا ، ومعهما الممثل الكبير صلاح منصور -حيث ينزح شاب قروي أمي "صلاح منصور" إلى القاهرة بحثًا عن لقمة العيش ، ولجأ إلى الوجيه الأمثل "فايز حلاوة" يطلب مساعدته ، وتوفير عمل له وسأل ذو المكانة الشاب : ماذا تعرف ؟ قال : أنا حمار شغل يا بيه ، لا أعرف شيئًا لكن صحتي بمب وزي البغل.
ويتمتم الوجيه الأمثل لنفسه: بغل.. طول بعرض.. ما أجدره بأن يكون طرطورا..وأن أوليه أمرا يكون هو واجهته وأمسك أنا الخيوط بيدي أحركه كيفما أشاء..
ويقول له الوجيه الأمثل: إنْ كنت تعرف أنْ تبصم فأنت تصلح أنْ تكون رئيس مجلس الشعب.
وإنْ كنت تحسن الانحناء والنفاق جعلتك وزيرًا .
وإنْ كنت تجيد التصفيق ، ومسح الجوخ ، ولحس الحـذاء عيَّنتك نائبًا
للسيِّد الرئيس .
وإنْ كنت سريع الجري مع جهلك فأنت تصلح لتكون قائد الجيش .
وإن كنت تجيد التقميص والنهيق فأنت تصلح للإعلام ويمكنننا تعيينك رئسا للتليفزيون..
وإن كنت تجيد الانقلاب على ظهرك فأنت صانع قائد انقلاب..
...
تمر أحداث المسرحية التي لا أذكر تفاصيلها لكن الفلاح البغل ينقلب على الوجيه الأمثل فيرفسه ويسلط عصابة على خطفه.. لكنه ينتقل من مأزق إلى مأزق ويحشر نفسه في أماكن ضيقة لا يستطيع الخروج منها.. حتى راهن أصحابه ذات يوم على قدرته على دخول الإبريق.. كان كل أصحابه قد خافوا منه ومن قوته وحماقته فتركوه يواصل رعونته حتى دخل الإبريق بالفعل.. ومن يومها وهو يحاول الخروج من "البزبوز" حينا ومن "الفتحة العلوية" حينا..
ولكن بلا أمل.. تركه كل من حوله لمصيره.. لم يتقدم لمساعدته أحد.. هو الذي أوقع نفسه.. أو على الأحرى استدرجه الأذكياء كي يهلك نفسه فيخلو لهم الطريق..
لقد حق عليه الهلاك البطيء ..
بسبب غبائه ورعونته..
...
في التسعينيات استغل الكاتب الساخر "أحمد بهجت " الحكاية فكتب في "صندوق الدنيا" مقالا بعنوان "البغل في الإبريق" وكان يقصد وزير الداخلية آنذاك زكي بدر..
...
يقال أن فايز حلاوة دخل السجن أعواما لأن الأمن فسر المسرحية أنه يقصد بالبغل جمال عبد الناصر..
...
أما أنا..
فإنني أؤكد لكم:
أنني لا أقصد بها أي أحد..
على الإطلاق..
لا أقصد أحدا..
لا أقصد أحدا..
لا أقصد أحدا
فالحكاية كلها..
أن..
أن..
أن البغل في الإبريق..
البغل في الإبريق
==========
بالتأكيد فإن البغل أقوى بكثير جدا من الإنسان.. ولكن الويل له إذا لم يدرك حدود القوة التي يكبلها الغباء. فيصبح هذا البغل مثالا للمسرحية التي شاعت بين الناس في الستينيات بعنوان : "البغل في الإبريق" وهو تلخيص عبقري للبغل الذي تغره قوته فيدخل في مكان ضيق لا يستطيع الخروج منه: ولكي لا يورطني أحدكم بخبث ليوقعني فإنني أقصد بشار الأسد.. ولا أقصد أي واحد آخر.. وأي تشابه بين أي واحد آخر وبين البغل لا يخصني ولست مسئولا عنه.
موجز المسرحية أن فايز حلاوة (الوجيه الأمثل) وزوجته آنذاك السيدة تحية كاريوكا ، ومعهما الممثل الكبير صلاح منصور -حيث ينزح شاب قروي أمي "صلاح منصور" إلى القاهرة بحثًا عن لقمة العيش ، ولجأ إلى الوجيه الأمثل "فايز حلاوة" يطلب مساعدته ، وتوفير عمل له وسأل ذو المكانة الشاب : ماذا تعرف ؟ قال : أنا حمار شغل يا بيه ، لا أعرف شيئًا لكن صحتي بمب وزي البغل.
ويتمتم الوجيه الأمثل لنفسه: بغل.. طول بعرض.. ما أجدره بأن يكون طرطورا..وأن أوليه أمرا يكون هو واجهته وأمسك أنا الخيوط بيدي أحركه كيفما أشاء..
ويقول له الوجيه الأمثل: إنْ كنت تعرف أنْ تبصم فأنت تصلح أنْ تكون رئيس مجلس الشعب.
وإنْ كنت تحسن الانحناء والنفاق جعلتك وزيرًا .
وإنْ كنت تجيد التصفيق ، ومسح الجوخ ، ولحس الحـذاء عيَّنتك نائبًا
للسيِّد الرئيس .
وإنْ كنت سريع الجري مع جهلك فأنت تصلح لتكون قائد الجيش .
وإن كنت تجيد التقميص والنهيق فأنت تصلح للإعلام ويمكنننا تعيينك رئسا للتليفزيون..
وإن كنت تجيد الانقلاب على ظهرك فأنت صانع قائد انقلاب..
...
تمر أحداث المسرحية التي لا أذكر تفاصيلها لكن الفلاح البغل ينقلب على الوجيه الأمثل فيرفسه ويسلط عصابة على خطفه.. لكنه ينتقل من مأزق إلى مأزق ويحشر نفسه في أماكن ضيقة لا يستطيع الخروج منها.. حتى راهن أصحابه ذات يوم على قدرته على دخول الإبريق.. كان كل أصحابه قد خافوا منه ومن قوته وحماقته فتركوه يواصل رعونته حتى دخل الإبريق بالفعل.. ومن يومها وهو يحاول الخروج من "البزبوز" حينا ومن "الفتحة العلوية" حينا..
ولكن بلا أمل.. تركه كل من حوله لمصيره.. لم يتقدم لمساعدته أحد.. هو الذي أوقع نفسه.. أو على الأحرى استدرجه الأذكياء كي يهلك نفسه فيخلو لهم الطريق..
لقد حق عليه الهلاك البطيء ..
بسبب غبائه ورعونته..
...
في التسعينيات استغل الكاتب الساخر "أحمد بهجت " الحكاية فكتب في "صندوق الدنيا" مقالا بعنوان "البغل في الإبريق" وكان يقصد وزير الداخلية آنذاك زكي بدر..
...
يقال أن فايز حلاوة دخل السجن أعواما لأن الأمن فسر المسرحية أنه يقصد بالبغل جمال عبد الناصر..
...
أما أنا..
فإنني أؤكد لكم:
أنني لا أقصد بها أي أحد..
على الإطلاق..
لا أقصد أحدا..
لا أقصد أحدا..
لا أقصد أحدا
فالحكاية كلها..
أن..
أن..
أن البغل في الإبريق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق