العسكر أرغم أم الدنيا على التسول
بقلم: عبد الناصر عبد العال
إطلاق
لفظ أم الدنيا على مصر لم يأت من فراغ. فمصر تحظى بالعوامل البيئية
والبشرية والاقتصادية والجيوسياسية اللازمة لتصبح قوة عظمى. وتفصيلًا،
تتمتع مصر بموقع عبقرى يتوسط العالم مما يقلل من تكلفة الوصول إلى الأسواق
العالمية. كما تمر بها قناة السويس التى تعد شريان
التجارة العالمى الرئيس. كما يقدر عدد السفن التي تعبرها سنويًا بـنحو 20
ألف سفينة وتصل إيراداتها أكثر من 5 مليار دولار. فمنطقة قناة السويس
مناسبة لأن تصبح مركزًا عالميًا للتجارة والمال واحتضان
وادي لتكنولوجيا صناعة السفن وصيانتها وخدمات التموين والملاحة البحرية
وما يرتبط بها من عمليات الشحن والتخزين والتأمين، وهذا هو مشروع الرئيس
مرسى الذى سرقه العسكر.
وبسبب
موقعها المتوسط تمر بها كابلات الاتصالات العالمية التي تدر على مصر نحو
مليار دولار في العام. لقد كان الرئيس مرسى يخطط لإنشاء قناة السويس
الإلكترونية والتى سوف نخصص لها مقالًا لاحقًا. كما تمر بها خطوط الطيران
الرئيسية مما يؤهلها إلى التميز في خدمات النقل الجوى وصناعاته.
كما
تزخر سواحلها بالإمكانيات التي تؤهلها إلى استضافة مصايف حديثة تتكامل
فيها صناعة السياحة والاستجمام مع علوم السياحة وفنون الفندقة وتطبيقاتها
العملية.
كما
تتمتع صحاريها وسواحلها بمزايا خاصة تؤهلها لمكانة رائدة في تكنولوجيا
وعلوم الطاقة المتجددة وغير المتجددة. كما تزخر بالإمكانيات البشرية
والخبرات العملية وموارد المياه والظروف المناخية اللازمة لبناء مزارع
نموذجية ومراكز للبحوث الزراعية والحيوانية، بالإضافة إلى الزراعات
العضوية.
وتتميز
منطقة الساحل الشمالي في مصر وسواحل شبه جزيرة سيناء بشواطئ خلابة وروعة
المناخ وسوهلة التضاريس. فالمناطق الصناعية وحضانات التقنية وأروقة المعرفة
تحتاج إلى مكان عبقري يتوفر فيه العوامل الأساسية لجذب السكان مثل روعة
المناخ والبنية التحتية وخصوصًا الاتصالات والمواصلات والمستشفيات
والجامعات والخدمات اللوجستية. أضف إلى ذلك، أن اعتدال المناخ في مصر يقلل
من الحاجة إلى الطاقة بغرض التبريد في الصيف أو التدفئة في الشتاء.
ويوجد في مصر أكبر قاعدة معرفية وأعظم مخزون لرأس المال البشرى والعمالة الماهرة والرخيصة في المنطقة.
وتوجد فيها عدد من الجامعات المرموقة والمعاهد العليا والمراكز البحثية
ومراكز التدريب وذخيرة كبيرة من الباحثين والعلماء. فمثلًا، يوجد بها أكثر
من 200 ألف من حاملي الدكتوراه في مصر. كذلك حصل كثرة من الأطفال المصريين
على مراتب مميزة وجوائز عالمية في الرياضيات والحاسوب والفضاء وغيرها.
وعلاوة على ذلك تعتبر مصر مركزًا لشبكة الكهرباء العربية الموحدة التى تضم ثمانية دول ويخطط
أن تضم قريبًا قطاع غزة والسودان وربطها بشبكات أفريقيا وأوروبا. وتتوفر
في مصر مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الأمواج والشمس والرياح. ومما
يذكر أن بعض الشركات الأوروبية تدرس جدوى إنشاء مشروع «ديزرتك» العملاق على
مساحات شاسعة في شمال أفريقيا بما فيها صحراء مصر الغربية بهدف مد أوروبا
بالطاقة الشمسية. ويتوقع أن يستضيف الساحل الشمالي، وتحديدًا منطقة الضبعة،
مشروعات الطاقة النووية. وعليه، يتوفر المناخ المناسب لتشييد مدن الطاقة
وازدهار علوم وتكنولوجيا الطاقة وهندسة الكهرباء والصناعات المتعلقة بها.
لكن العسكر استولوا على أراضى هذه المنطقة الإستراتيجية.
أضف إلى ذلك أن النطاق الزمني لمصر يؤهلها لاستضافة مراكز الاتصال (call centers)
ومكاتب الخدمة العالمية وذلك لأنها تقع في نطاق زمني متوسط بالنسبة لأطراف
العالم. ومن عوامل نجاح المناطق الصناعية وأودية التكنولوجيا في مصر توافر
العمالة الماهرة والرخيصة وزيادة إتقان المصريين للغات الأجنبية ولا سيما
الإنجليزية. أضف إلى ذلك أن مصر لديها رصيد كبير من رأس المال الاجتماعي
المتمثل في المجتمع المدني والنقابات والأحزاب والجمعيات الخيرية وجماعات
الإنترنت التى يمكن توجيهها لخدمة النهضة العلمية والتكنولوجية وبرامج
التدريب والرعاية الصحية في مصر.
وتنمو
في سيناء العديد من الأعشاب الطبية وتتوفر إمكانيات السياحة الصحية في
عيون موسى وغيرها مما يؤهلها الحصول على مكانة رفيعة عالميًا في مجال علوم
وصناعة الطب البديل.
ويشكل
سكان مصر ومحيطها العربى والأفريقى ولا سيما غزة وليبيا والسودان سوقًا
كبيرًا لتسويق المنتجات المصرية والحصول على المواد الخام. وترتبط مصر
بالأسواق الأوروبية والعربية والإفريقية من خلال اتفاقات الشراكة مع
الاتحاد الأوروبي وعضوية الكوميسا ومنطقة التجارة العربية الكبرى. كما
ترتبط بالعالم الخارجي بعدة موانئ ومطارات دولية. وتزخر أرض المحروسة
بمساحات شاسعة من السواحل الخلابة وثروة طبيعية من المعادن ومصادر الطاقة
والأحجار والرمال القيمة.
كما
أن اعتدال المناخ ومكانة مصر في العالم العربي والإسلامي وطبيعة مجتمعها
المحافظ وانخفاض تكاليف المعيشة وسمعة مؤسساتها العلمية، ولا سيما جامعة
الأزهر، يرشحها إلى مكانة فريدة لجذب المبتعثين من الدول العربية
والإسلامية والأفريقية لدراسة علوم الدين واللغات والسياسة والآثار والطب
البديل والزراعة وغيرها. فتطعيم نظام التعليم العالى ومراكز البحث العلمى
بنخبة الدارسين الأجانب شرط ضروري لتحقيق الريادة العالمية في العلوم
والتكنولوجيا.
وتوجد
في مصر احتياطات كبيرة لعدد من خامات التصنيع الهامة. فمثلًا، يوجد بها
احتياطات ضخمة من البترول والغاز. كما يوجد بها خام الحديد في منطقة أسوان
وفى الصحراء الشرقية والواحات البحرية. كما توجد خامات المنجنيز في منطقة
أم بجمة بسيناء. ويتوفر الذهب في عدة مناطق في الصحراء الشرقية أشهرها جبل
السكرى. ويوجد فيها أيضًا عنصر التيتانيوم في المنطقة الواقعة بين رشيد
والعريش. ويتوفر خام القصدير والتنجستن في عدة مناطق في الصحراء الشرقية.
ويتوفر خام النحاس في مناطق سرابيط وفيران وسمرة بسناء. ويوجد خام الكروم
في عدة مناطق بالصحراء الشرقية. ويتوفر الفوسفات في منطقتي القصير وسفاجة
على البحر الاحمر وإدفو وقنا وفى وادى النيل ومنطقة أبو طرطور بالصحراء
الغربية. ويوجد الكاولين والكوارتز والصوديوم والبوتاسيوم والتلك والكبريت
والباريت. وتزخر تلالها بكميات ضخمة من رمل الزجاج والفلسبار والرخام
والجرانيت والحجر الجيري وأحجار الأباستر والبريشيا. ويتوفر في سيناء
الرمال البيضاء اللازمة لصناعة الخلايا الشمسية والألياف الضوئية والشرائح
الإلكترونية. ويتوفر في مصر مصادر الغاز الطبيعي والبترول، ولا سيما في
مياه البحر المتوسط مما يوفر فرص كبيرة لصناعات تكرير البترول
والبتروكيماويات.
هذه إمكانيات أم الدنيا التى نهبها العسكر وأرغموها على
التسول. والمخزى أنهم يتسولون ملابس لا تصلح للمصريين مما يزيد الإهانة
إهانة. فملابس الإماراتيين مختلفة عن طبيعة ملابس المصريين.
|
مدونة خاصة تهتم بالشأن المصري العام و التعليق على أحداثه. و جميع الآراء المنشورة تعبر عن أصحابها و لا تمثل بالضرورة رأي المدونة. و شكرا لكل كاتب و قارئ و مشارك.
الأحد، 2 فبراير 2014
العسكر أرغم أم الدنيا على التسول
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق