بشاعة قمع ثوار مصر حفزت ثوار أوكرانيا
Thursday 27 February 2014
وأضاف أنه عندما جاءت انتخابات 2009 البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية في 2010، عاد الموالون للسلطة القديمة في الانتخابات، وفي المقابل تراجعت شعبية الرئيس "فيكتور يوتشينكو" الذي كان رمزاً للثورة البرتقالية بعد أن قضى فترة حكمه كاملة، وتم إسقاطه بشكل ديموقراطي عن طريق الانتخابات، فلم يطالبه أحد بالتنحي، ولم ينقلب الجيش عليه، بل ظل الجيش في الحياد تماماً بعيداً عن السياسة بعكس ما حدث في مصر، وأشار جولاق إلى أن الشعب الأوكراني صبر خمسة أعوام على رئيسه "فيكتور يوتشينكو" وأربعة أعوام أخرى على "فيكتور يانكوفيتش"، الذي وعد صراحة بتحقيق الشراكة مع الاتحاد الأوربي، ما أكسبه صوت الناخبين، ولكن عندما أصبح الأمر إلى المحك، وقرب تتويج شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوربي، قررت الحكومة فجأة وقف هذه الشراكة وعقد اتفاقيات مع روسيا، ما أثار حفيظة الشارع الأوكراني فهب مرة أخرى ضد الدولة العميقة.
وقال "جولاق" إنه لا يمكن لأي رئيس أن يحقق خطة تشغيلية خلال عام واحد، بل يحتاج إلى 4 أعوام على الأقل ثم يثور الشعب ضده مرة أخرى إذا فشل خلال مدة حكمه وهذا ما فعلناه في أوكرانيا، لكن من غير المعقول أن يثور شعب ضد رئيسه بعد عام واحد من انتخابه وهذا ما حدث في مصر، كما أن المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن كانت أقل حدة ودموية بكثير عن نظيرتها في مصر، ولم يوصف المحتجون في أوكرانيا بالإرهابيين، ولم يتدخل الجيش في الأمور السياسية بل ظل على الحياد، والتغيير جاء عبر انتخابات حرة بعد انتهاء مدة حكم الرئيس المنتخب من دون مطالبته بالتنحي ولا الخروج عليه بانقلاب. وأكد "جولاق" إلى أن الأفلام الوثائقية التي تعرض في ميدان الاستقلال بالعاصمة الأوكرانية "كييف" عن الثورة المصرية كانت تعطي للمحتجين دافعاً معنوياً كبيراً لمواصلة حراكهم الثوري.
وأشار إلى ما تداولته الصحف الأوكرانية حول خطورة الوضع الاقتصادي وسط توقعات بضغط روسي على السلطات الجديدة وخاصة عبر الغاز، موضحا أن روسيا حددت موقفها من أوكرانيا منذ زمن بعيد، فإما أن تكون قرارات "كييف" السياسية والاقتصادية الإستراتيجية مهددة بمعارضة "فيتو" الكرملين، وإما تبقى في المنطقة الرمادية بين روسيا من جهة والاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" من جهة أخرى، وأضاف أن روسيا لا تتشبث بأوكرانيا لأنها تريدها إلى جانبها فقط، بل لأن الاستبداد الروسي يرى في نجاح أوكرانيا الديمقراطية كابوساً مرعباً، كما أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يقاتل اليوم بهدف الإبقاء على التحكم في أوكرانيا فقط، بل لتبقى روسيا في قبضته أيضا.
وعن استخدام "الغاز" كورقة ضغط ترى تلك الصحف أن إطلاق سراح زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو يعني بالضرورة أن الاتفاق الذي وقعته لاستيراد الغاز من روسيا عام 2009 وأدى إلى سجنها، عاد ليكون بنظر الروس والأوكرانيين قانونياً، ومن المتوقع أن تتخذ روسيا من إطلاق سراح تيموشينكو ذريعة لإعادة رفع الأسعار من 286 دولارا إلى نحو 450 دولارا عن كل ألف متر مكعب من الغاز في القريب العاجل، خاصة وأن موسكو ليست راضية عما يحدث في كييف، والغاز من أبرز أوراق الضغط في يدها، كما أن الحكومة الأوكرانية ستكون ملزمة بدفع أسعار جديدة للغاز الروسي لن يتحملها الاقتصاد الأوكراني، وبهذا فإن أوكرانيا تقف أمام خيارين أحلاهما مُرّ، فإما بداية علاقات غير واضحة الأفق مع الاتحاد الأوربي، أو الخضوع للضغوط الروسية والإبقاء على الاقتصاد مرتبطاً معها.
من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي إن تونس كانت مصدر الإلهام للثورة المصرية، لكن نحتاج بعض الوقت ليعرف جميع الشعب المصري تجربة أوكرانيا والوجود الفاعل للبرلمان الذي يعتبر سمة للثورة البرتقالية في مواجهة الدولة العميقة، والذي منع تزوير الانتخابات، أيضاً من الملفت للانتباه وقوف الجيش الأوكراني على الحياد من دون تدخل في الشأن السياسي، بعكس ما حدث في مصر حيث حرص الانقلاب على حل مجلس الشعب لتفريغ الإرادة الشعبية وحفظاً لمصالح تل أبيب، لأن أي حكم وطني في مصر سوف يطالب إسرائيل باستحقاقات، مشيراً إلى أن الثورة الأوكرانية أخذت 10 سنوات لكن الثورة المصرية ستأخذ وقت أقل من ذلك بكثير، مشيرا إلى أن أوكرانيا قد استوعبت الدرس بأن القوة الأمنية لا تستطيع قمع سوى الجماهير المشتتة، أما الجماهير الموحدة فلا يمكن مواجهتها ولا قمعها، وهذا ما يجب أن يدركه الثوار في مصر.
المصدر: الجزيرة مباشر مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق