24/02/2014
محمد عبد القدوس يكتب: السيسي وعقلية المخابرات
لا
أعتقد أن المشير عبد الفتاح السيسي يمكنه أن يكون حاكمًا ناجحًا لبلادنا!
وقد يرد أنصار الانقلاب على الفور بالقول: هذا أمر طبيعي لأنك ترفضه منذ
أول لحظة عندما أطاح بالرئيس مرسي, وفي ظنك أنه سيفشل لأن الإسلاميين ليسوا
معه!
وأقول
لهؤلاء أنني أتحدث من زاوية أخرى جديدة تمامًا تتمثل في أنه رجل مخابرات,
ومع احترامي لهؤلاء أراهم لا يصلحون لحكم البلاد والعباد, ويكفيهم جدًا ما
يقومون به من مهام خطيرة في خدمة الوطن بعيدا عما رأيناه من "السيسي" الذي
سعى للإطاحة بالحاكم!
واشرح
ما أعنيه قائلاً: رجل المخابرات من طبائعه الأساسية الكتمان والمراوغة بحكم
عمله الخطير, فلا ينطبق عليه المثل الشعبي في مصر الذي يقول:"اللي في قلبه
على لسانه", فهو ليس صريحًا مع الناس، ولا يستطيع مكاشفة غيره بالحقائق
التي يعلمها لأنه تربى على الحذر، فكيف يمكن أن يكون رئيسًا ناجحًا قريبًا
من الناس يفتح قلبه وعقله لهم.
وإذا
نظرت إلى المشير السيسي تجد كل هذه الطباع متأصلة فيه؛ وآخرها موقفه من
الترشح لرئاسة الجمهورية؛ حيث تجده مليئًا بالغموض وأظنه سعيدًا والمناصرون
له في حيرة من أمره؛ وهو يبعث لهم برسائل عن طريق غيره مثل "عمرو موسى"
الذي أكد أنه سيترشح! أما هو فقد التزم الصمت حتى كتابة هذه السطور!
وأظن أن
هذا سيكون أسلوبه على الدوام لو نجح قائد الانقلاب في أن يكون رئيسًا
لبلادنا, والمؤكد أنه لن يصارح الناس بحقائق أوضاع بلادنا بل سيظل موقفه
غامضًا دومًا مثلما حدث في موضوع ترشحه, ولذلك أقول إن رجل المخابرات لا
يصلح لحكم الوطن خاصة المشير السيسي الذي أطاح بمن اختاره وزيرًا للدفاع
وأولاه ثقته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق