تكتيكات التخويف
تكتيكات التخويف أو "Fear mongering":
---------------------------------------------
الترويج للخوف (أو تكتيكات التخويف) وهو استخدام الخوف للتأثير على آراء
وتصرفات الآخرين تجاه شيء ما بطريقة مبالغ فيها في معظم الأحيان، كما أن
هذا النمط من حملة التخويف يعتمد على التكرار من أجل تعزيز استمرارية
الآثار المقصودة، وأحيانا تكون في شكل حلقة مفرغة. فعلى سبيل المثال، تجد
أحدهم يقول، "جيراننا يخططون لهجوم، ويجب أن نكون مستعدين." من المرجح أن
يقال هذا البيان بعبارات مختلفة مراراً وتكراراً من خلال برنامج أو خطبة
ولاحقاً في برامج أخرى. والمتكلم نادراً ما يعرض معلومات جديدة ولكنه يتعمد
حجب المعلومات التي تتناقض مع نظريته. لدفع هذه المعلومة في مخك. قد يكون
هناك الملصقات أو الاعلانات التلفزيونية التي تضم هجوم له تأثير خاص أو
يستجلب من سيموتون بسبب ذلك الهجوم، مثل الأطفال الصغار والمسنين للتأثير
أكثر على المشاهد.
لنأخذ مثل آخر أكثر أهمية للتعرف على هذا
التكتيك. فالمثال المشهور هو استخدام عبارة "الحرب على الإرهاب" كما يقول
زبيجنيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق
جيمي كارتر، هذه العبارة مكونة من ثلاث كلمات فقط لا غير، لكنها أوجدت
ثقافة خوف عامة في الولايات المتحدة الأميركية. والسر الذي قد لا يعرفه
الكثيرون هو أن الغموض الذي تتسم به هذه العبارة، كان مقصوداً من قبل من
أطلقوا هذه العبارة. فالإشارة المستمرة للحرب على الإرهاب تحقق -بل حققت
بالفعل- هدفاً مهماً بالنسبة لتلك الإدارة ألا وهو زرع ثقافة الخوف. ومن
المعروف أن الخوف يغشى العقل، فيجعل الأشياء تبدو أمامه غامضة وغير واضحة
المعالم، كما أنه يضخّم من العواطف ويكثفها، ويجعل منها أداة طيّعة في أيدي
السياسيين الديماغوجيين، الذين يمكنهم استخدامها من أجل حشد الرأي العام
وراء السياسات التي يريدون اتباعها. فالحرب التي خضناها في العراق ما كان
لها أن تحصل على الدعم الذي حصلت عليه من الكونجرس، دون ذلك الربط
السيكولوجي بين صدمة الحادي عشر من سبتمبر والوجود المُسلَّم به لأسلحة
الدمار الشامل العراقية. فضلاً عن ذلك، فإن الدعم الذي حصل عليه الرئيس بوش
في انتخابات 2004 يرجع جزئياً إلى فكرة أن الأمة الأميركية "في حالة حرب"،
وأن الأمة التي تكون في تلك الحالة لا يفترض أن تغير القائد العام، الذي
هو الرئيس، أو تحول دون انتخابه لولاية ثانية.
ويضيف "زبيجنيو" أن
ثقافة الخوف تشبه الجني، الذي يتم إطلاقه من قمقمه، حيث تكتسب هذه الثقافة
زخمها الخاص بعد فترة من الوقت، بحيث تؤدي في النهاية إلى تأثير بالغ
السوء على الحالة المعنوية للشعب. كما أكد أن الترويج للخوف يستمد زخمه في
الواقع من قبل مجموعة من المقاولين الأمنيين، ومن وسائل الإعلام
الجماهيرية، وصناعة الترفيه. نعم فهناك مجموعة من مقاولي الإرهاب يطلقون
على أنفسهم اسم خبراء في الإرهاب ويتنافسون فيما بينهم على ترويج بضاعتهم
التي يبررون بها وجودهم وهي إقناع الشعب بأن البلاد تواجه تهديدات جديدة.
وما يقومون به في هذا السياق يضفي أهمية خاصة على تقديم سيناريوهات موثوق
بها لأعمال عنف أكثر هولاً يذهبون فيها أحياناً إلى حد إرفاق مخططات كاملة
بتلك السيناريوهات تبين الكيفية التي سيتم بها تنفيذها.
لاحظ وجه
التشابه الشديد بين ما يتحدث عنه "زبيجنيو" وما يحدث الآن، وكيف أن بعض
الإعلاميين مثلاً يتنبأ بحدوث انفجارات قبل حدوثها وكأن هناك مخطط معروف
مسبقاً. لاحظ أيضاً أن هذه العبارة "الحرب على الإرهاب" تستخدم الآن و يتم
التسويق لها في كل وسائل الإعلام لتعزيز ثقافة الخوف. هذه الثقافة كما أكد
"زبيجنيو" تعمل على تغذية مشاعر عدم التسامح والشك والارتياب في فصيل ما أو
أقلية ما، واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم تُقوض فكرة العدالة القائمة على أن
المتهم بريء حتى تثبت إدانته. والقبض على أشخاص وسجنهم بدون دليل، أو حتى
بدون أن تتيح لهم فرصة الحصول على حقوقهم التي يكفلها لهم القانون.
وحتى لا تقع فريسة لسياسة التخويف يجب عليك أن تتبين صدق ما تسمعه ولا
تتقبل أي معلومة بدون دليل. لا تجعل أذنك تصدق ما تسمعه بل يجب أن تحكم
عقلك خاصةً في هذا الجو المشحون والأخبار المغلوطة والإشاعات المنتشرة من
كل الأطراف.
وأخيراً كما ترى فإن سياسات ترويج الخوف ليست بجديدة بل يمكنك معرفة هذه السيناريوهات في الكتب أو من التاريخ ... نحن فقط لا نقرأ.
يسعدنا أن تشاركنا رأيك أو على الأقل "شييير" لتعم الفائدة
المصادر:
ويكيبيديا، تعريف "Fear mongering":
http://en.wikipedia.org/wiki/Fear_mongering
"الحرب على الإرهاب"... وسياسة ترويج الخوف:
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=27090
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق