المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس
حقيقة ما يحدث الآن===========
ربما كان هناك شخص وحيد (ولو على سبيل المجاز) يدرك حقيقة ما يحدث الآن في مصر.. هذا الشخص هو محمد حسنين هيكل.. ليس باعتباره "الأستاذ" بل باعتباره العميل الأكبر والأهم للمخابرات الأمريكية، وأنه لم يستمد أهميته طول عمره إلا من هدف وحيد، هو القضاء على الإسلام، وأني لهم وله.
أقول أنه الوحيد الذي يعرف التفاصيل وأنه يحرك أفراد الفريق حوله كما يحرك المخرج ممثليه أو كما يحرك القائد جنوده أو رئيس العصابة أفراد عصابته دون أن يفهموا أو يسألوا، إذ يكفيهم أنه الأستاذ!.
أقول أنه أقول أنه الوحيد الذي يعرف التفاصيل، أما مجمل الحركة دون تفاصيلها فهو منشور في الدوريات الأمريكية نفسها، ولطالما صرخت به في شهري مايو ويونيو الماضيين في حلقاتي على قناة الخليجية، إذ أن الرؤية الأمريكية كانت ترى أن مصر عنصر خطر محتمل عن طريق قوتين رئيسييتين : الكتلة الصلبة في المجتمع المدني وهي الاتجاه الإسلامي وفي قلبها نواتها الصلبة وهي الإخوان المسلمون، القوة الثانية هي المجتمع العسكري والدولة العميقة وفي قلبه الجيش. بعد ثورة 25 يناير لم يعد الجيش مأمونا كما كان، فقد كان احتمال انتقال عدوى الثورة إليه واردا رغم مائتي عام من التغريب وستين عاما من التخريب. كانوا قد استقطبوا عددا كبيرا جدا من الرتب العليا، خاصة تلك التي تلقت علومها وتدريبها في أمريكا، وكانت الرتب الدنيا محصنة ضد التغيير بجهلها وفقرها وأنها تكافح حتى الحد الأقصى لمجرد أن تعيش، ولكن تبقى فئة شديدة الخطورة هي فئة الضباط ذوي الرتب المتوسطة والتي تعتبر العمود الفقري للقوات المسلحة، والتي ستصبح بالغة الخطورة إن هي تولت القيادة.
ووصلت العبقرية الشيطانية للصليبية الصهيونية العالمية ورأس الحربة فيها هي المخابرات الأمريكية إلى أن حل هذه المعضلة هي دفع الكتلتين: الكتلة الصلبة للمجتمع مع الكتلة الصلبة للقوات المسلحة إلى الصدام، وكان التقدير المنشور في الدوريات الأمريكية أن تسعة شهور كافية لكي ينجح كل منهما في القضاء على الآخر، بل إن هذه الدوريات نشرت بمنتهى الصراحة - دون أن تأبه بنا- أن ذلك سيمهد لدخول الجيش الإسرائيلي إلى مصر عام 2014.
***
لا أنكر أنني أكتب ذلك بقلب منسحق، وكلي أمل في رحمة الله سبحانه وتعالى ألا يحدث ذلك.
***
أفكر في الحلول كي أطرحها بمنهج الجراح الصارم الذي ينحي كل عواطفه جانبا كي يعالج ابنه وقاتل ابنه بنفس الحيادية والموضوعية ويترك الحساب بعد ذلك لغيره.
***
من المحتم أن أعود إلى هذا الأمر مرة أخرى..
لكنني أنهي هذا التعليق بختام مقالة فيصل القاسم اليوم في القدس العربي. يقول فيصل القاسم:
---------
والمرعب في الأمر أن لا أحد يتعلم من التاريخ، ولا من التجارب الكارثية لمن سبقوهم.
إن تكرار الأخطاء الفاحشة، التي اقترفتها بعض الدول في سحق الجماعات المعارضة والعواقب الوخيمة التي تمخضت عنها، تجعلنا نتساءل: هل هناك خطة مبرمجة، كي لا نقول مؤامرة مفضوحة، على أوطاننا بين الديكتاتوريات الحاكمة وكفلائها في الخارج لتحويل بلادنا إلى دول فاشلة وصوملتها وأفغنتها وجعلها أرضاً يباباً لا تقوم لها قائمة لعقود وعقود، أم إن طواغيتنا لم يصلوا بعد إلى مرتبة الحمير؟ من المعروف أن الحمير تتجنب الحفر التي وقعت فيها من قبل، بينما يقع طغاتنا في نفس الحفر التي سقط فيها أسلافهم. يا لذكاء الحمير!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق