الخميس، 26 ديسمبر 2013

تظهر حقيقة اليقين بنصر الله في مراحل الضعف :: حين يحلك الظلام ، و يشتد الضيق

تظهر حقيقة اليقين بنصر الله في مراحل الضعف :: حين يحلك الظلام ، و يشتد الضيق ، و تجتمع الكروب ، و تتكالب الأمم ، لأن الأمل في الله كبير . و الطريق إلى إقامة دين الله و السبيل إلى ذلك بالصبر و اليقين
قال شيخ الإسلام (( بالصبر و اليقين تنال الإمامة في الدين )) ثم تلا قوله تعالى (( و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون )) .

و لا تهلك الأمة إلا حين يبخل أبناؤها عن تقديم الجهود المتاحة لنصرتها ثم يتجرعون كؤوس الأمل بلا عمل ، لذلك قال صلى الله عليه و سلم (( صلاح أول هذه الأمة بالزهد و اليقين ، و يهلك آخرها بالبخل و الأمل )) . (صحيح الجامع) .

و الأصل في الإسلام العلو و السيادة و التمكين ، فلا نستيئس من ضعف المسلمين حيناً من الدهر و قد بشرنا الرسول صلى الله عليه و سلم فقال (( الإسلام يعلو و لا يُعلى )) (صحيح الجامع)

و المقياس عند الله غير مقياس البشر . إن الله يجعل من الضعف قوة ، و ذلك واضح من التأمل في قول النبي عليه الصلاة و السلام : (( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ، بدعوتهم و صلاتهم و إخلاصهم )) (صحيح سنن النسائى) .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قد نرى القوة اليوم بيد أعدائنا ، و الغلبة لهم علينا .. و لكن لا ننسى أن الله هو المتصرف بهذا الكون و عينه لا تغفل عن عباده المؤمنين ، و لن يرضى لهم دوام الذلة و القهر ، كما قال صلى الله عليه و سلم (( الميزان بيد الرحمن ، يرفع أقواماً و يضع آخرين )) ( صحيح الجامع ) و لابد أن يرفعنا الله بعد أن و ضعنا ، إذا رأى منا صدق السعي لمرضاته جلً وعلا .

ليست المسألة مسألة تخلف وعد الله – حاشاه سبحانه – لكنها مسألة توقيت المقدور ، و الأجل المحدود ، الذي لا يتقدم لإستعجال مستعجل ، و لا يتأخر لهوى كسول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق