الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

الجمهورية الإسلامية الايرانية أول دولة تحقق نصرا متكاملا على العدو الصهيونى الأمريكى


الجمهورية الإسلامية الايرانية أول دولة تحقق نصرا متكاملا على العدو الصهيونى الأمريكى


السبت, 30 نوفمبر 2013 -   
 
انتصار عزيز فى الملف النووى الإيرانى
أسباب النصر: الاستقلال، التعاون مع الدول الإسلامية والإقليمية، إقامة دولة المؤسسات، العقيدة، القوة المسلحة بالتصنيع الوطنى
وهى نفس أسس بناء المشروع الإسلامى الناجح فى بلاد السنّة
أمريكا لاتهتم أن تكون سنيّا أوشيعيّا المهم أن تكون على مذهب التبعية
خلال متابعتى للأزمة النووية المفتعلة من قبل الغرب كنت أضع يدى على قلبى، وأدعو الله ألا نكون أمة الهزائم فى هذا العصر المنكود. فلدينا سلسلة طويلة من الانتكاسات بل والسقوط للأنظمة التى تتحدى الغطرسة الأمريكية الصهيونية. بدأت بهزيمة نظام يوليو فى 1967 وسقوطه على يد نظام السادات مبارك. ثم نظم العراق وليبيا، ثم التحول البطىء للنظام الجزائرى من الاستقلال للتبعية، وتحول النظام اليمنى من التوجه القومى إلى العمالة لأمريكا، وتعرض النظام الوطنى السودانى إلى نزاعات مسلحة متوالية أدت إلى انفصال الجنوب دون أى ضمان لوحدة ماتبقى من البلاد. الصومال حائر بين التمزق والهيمنة الخارجية ولا يترك شعبه لتقرير مصيره. والنظام السورى أصبح هو النظام الوحيد المتبقى من الحقبة القومية العربية، وقد تورط فى انتهاج سياسة الحل الأمنى العنيف للحراك الشعبى الذى بدأ فى أوائل 2011، ولكن الحلف الصهيونى الأمريكى استغل الموقف، وحوّل الحراك الشعبى إلى عمل مسلح لم يؤد إلا لتمزيق وتدمير سوريا، من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل كان هذا عقابا على موقف النظام المساند للمقاومات العراقية والفلسطينية والسورية وليس عقابا له على انتهاكات حقوق الإنسان، وليس حبا للشعب السورى.
فى المحيط الإسلامى لم تؤد تضحيات الشعب البوسنى إلى إقامة دولة إسلامية أو دولة للمسلمين، وكان الانتصار الوحيد هو وقف ذبح المسلمين وبقاؤهم على قيد الحياة. وفى أفغانستان سقطت دولة طالبان الإسلامية. وهزم حلم بناء دولة إسلامية فى القوقاز مؤقتا. فى أقصى الشرق ظلت هناك لؤلؤة تدخل البهجة على قلوب المسلمين هى تجربة ماليزيا التنموية الرائدة. ولكنها أفلتت لأنها كانت بعيدة عن بؤرة الصراع المحتدم مع المشروع الأمريكى الصهيونى فى منطقتنا التى أسموها الشرق الأوسط. باكستان صنعت القنبلة النووية (أساسا فى مواجهة الهند) ولكن ظلت الهيمنة الأمريكية على الجيش الباكستانى مدخلا للهيمنة السياسية على باكستان (وهى النوذج المثالى الذى يريدون تطبيقه فى مصر الآن). تركيا رغم إنجازاتها الاقتصادية غير المنكورة إلا أنها لم تنجح من الإفلات من عضوية الناتو ولا من علاقات التطبيع مع الكيان الصهيونى.
معظم الأخبار المفرحة عن كسر الغطرسة والهيمنة والتسلط الاستكبارى الأمريكى كانت تأتى من نظم غير إسلامية: روسيا – الصين – الهند – النمور الأسيوية – أمريكا اللاتينية.
نعود إلى الدائرة الأقرب : وضعت أمريكا منذ عدة عقود 7 دول فى قائمة الإرهاب (كوريا الشمالية – كوبا – سوريا – إيران – العراق – السودان – ليبيا) أى خمس من السبع دول عربية وإسلامية ثم أضيفت أفغانستان الإسلامية. وفرضت العقوبات على دولة تلو دولة من خلال أمريكا والغرب مباشرة ومن خلال الأمم المتحدة ورأينا أمام أعيننا كيف تم تدميرأفغانستان العراق والسودان وليبيا وسوريا بوسائل شتى فيما ظلت إيران تحت الحصارإلى حد التضييق عليها فى المعاملات المصرفية الدولية وبيع النفط وقطع غيار الطائرات المدنية وكافة أشكال وأنواع المنتجات ذات التكنولوجية المتقدمة.
ومنذ عدة سنوات يقول المراقبون متى يأتىالدور على إيران لتدميرها كما دمرت البلاد السابقة؟ ولو نجح الأعداء فى تدمير إيران لعدنا من جديد لنقطة الصفر ولفقدنا كل ماحققناه من تقدم على صعيد المقاومة فى فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، ولعدنا من جديد لعام كامب ديفيد حيث سقطت مصر فى يد الحلف الصهيونى الأمريكى وتمت تصفية المقاومة الفلسطينية فى لبنان. ولعادت إيران تحت سلطة شبيهة بالشاهنشاهية، وهى فترة عامى 1977 – 1978.
ولكن إيران قدمت نموذجا حوربت من أجله إعلاميا بأكثر مما حوربت عسكريا، وقد أصبحنا ندرك الآن خطورة سلاح الإعلام. النموذج الإيرانى لم يحارب من أجل طبيعته الشيعية، فأمريكا وعملاؤها لاينشغلون بأمور الأفكار والعقائد كثيرا، ولا يهمهم أن تكون سنيا أو شيعيا أو أى مذهب آخر ولكن يهمهم موقفك منهم، ومراعاتك لمصالحهم، فإذا ضمنوا هذا فلتضع لا إله إلا الله على العلم، ولتمنع النساء من قيادة السيارات، ولتمنع السينما والخمر علنا وتبيحهما سرا. إذا كنت تسمح بالقواعد الأمريكية على أرضك فلاتوجد مشكلة أن تنتقب النساء أو يتحجبن أن تصلوا الفجر حاضرا فى المساجد أم لا. المهم أن تخرج طائرات الدرون (دون طيار) الأمريكية لتقتل المسلمين السنة فى اليمن والصومال وليبيا والسودان وباكستان. من المهم أن تكون على مذهب المخابرات الأمريكية والمصالح الأمريكية ومذهب الاستقرار فى الحكم أنت وأسرتك، وإذا بلغت المعاش لأى سبب تعامل معاملة كريمة كمبارك وبن على وعلى عبد الله صالح وأمير قطر. المهم أن تكون على مذهب التبعية، وأن يكون اتباعك للشرعية الدولية أو النظام العالمى الجديد (المكتوب على الدولار) لا للقرآن والسنة.
ماهو المقصود بالنموذج الإيرانى؟
الاستقلال: عندما كانت الثورة الإيرانية فى أشد لحظات فورانها 1978 كان السياسيون الثوريون التقليديون يقولون: إن قيادة هذه الثورة مجنونة كيف تهاجم أمريكا وروسيا والصين مرة واحدة، إن هذه القيادة لايمكن أن تنتصر. ولكن الثورة انتصرت بتأييد وقوة الشعب الإيرانى. لقد قدم الإمام الخمينى فكرة الاستقلال عن الشرق والغرب، والاعتماد على سواعد الإيرانيين، ولكنه طرح أيضا فكرة التعاون الإسلامى. ولكنه كان يركز على الشعب الإيرانى لأنه كان هو الشعب الثائر وكان لابد من نجاح الثورة أولا فى إيران. ووصل الأمر إلى حد التنظير لبناء قطب إسلامى ثالث لا يتبع الشرق الشيوعى ولا الغرب الرأسمالى. وهذا ما أصبحنا إليه أقرب الآن. بل زال القطب الشيوعى وبقى قطب شرقى ربما يكون أكثر مودة (الشعوب الأسيوية عموما).
ومنذ ذلك الوقت المبكر كان حزب العمل (الاستقلال حاليا) يرفع لواء الاستقلال باعتباره القضية المركزية لأمتنا الخاضعة لنوع من الاستعمار الجديد الأمريكى الصهيونى، وكان الموجه لنا: القرآن والسنة ثم الاجتهادات المعاصرة لأحمد حسين وعادل حسين. وهذا أهم مالفت أنظارنا للثورة الإيرانية.
وليس من المهم رفع الشعارات الصائبة، المهم هو الالتزام بها، والواقع أن تجربة إيران بعد نجاح الثورة قامت على الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتى قدر الإمكان خاصة فى السلع والخدمات الضرورية. فإيران تكتفى بشكل عام من الغذاء والسلع الاستهلاكية المعمرة وغير المعمرة وحققت تقدما فى صناعة الدواء ومختلف مجالات التكنولوجية الفائقة: النووى السلمى – الطائرات – السيارات – الإلكترونيات – السفن. الصناعات الحربية بمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وكان هذا التوجه من أهم عوامل الصمود أمام الاعتداء الخارجى والعقوبات الدولية.
ثانيا:التعاون الإسلامى والإقليمى
ولم تكن إيران بعيدة عن التعاون والتنسيق مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية المحيطة بها، ومن أبرزها منظمة الإيكو التى تأسست عام 1985
منظمة التعاون الاقتصادى (بالإنجليزية: Economic Cooperation Organization) (ECO)، منظمة دولية تنظم حكومات عشر دول عبر مساحة8٬620٬697 كم2؛ هى: أذربيجان، أفغانستان، أوزبكستان، إيران، باكستان، تركيا،تركمانستان، طاجيكستان، قيرغيزستان وكازاخستان؛ كى تتعاون فى المجال الاقتصادى والتجارى؛ كجعل سوق الخدمات والبضائع المشتركة.
وتوجد أمانتها العامة وقسمها الثقافى فى طهران، بينـَا يقع المكتب الاقتصادى فى تركيا، أما المكتب العلمى فيقع فى باكستان.
وانضمت إيران كعضو مراقب فى مجموعة شنغهاى التى تضم روسيا ودول وسط أسيا والصين. وقد شاركت فى مجموعة الثمانية مع مصر منذ عهد أربكان،ولكن خضوع الدول الإسلامية للغرب أوقف فاعلية هذه المجموعة.
معظم الدول العربية أقامت علاقات طبيعية خاصة الاقتصادية مع إيران فى حين كان الفيتو الأمريكى الإسرائيلى يقيّد الموقف المصرى عند حد معين بسبب أهمية مصر، وخطورة قيام محور أو علاقات دافئة بين القاهرة وطهران.
ولنتوقف على سبيل المثال على نموذج العلاقات بين إيران والامارات، حيث يقوم بعض الإعلاميين فى مصر بمهاجمة إيران بسبب التنازع على الجزر دون ملاحظة حجم التعاون بين البلدين رغم هذا الخلاف.
على صعيد دولة الإمارات تبدو دبى العاصمة الاقتصادية، صاحبة الدور الأبرز فى العلاقة مع إيران. وفى الوقت الذى يفترض فيه أن تنفذ هذه العاصمة العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على إيران فى يونيو 2010 ومارست الولايات المتحدة الضغوط المباشرة لتطبيق تلك العقوبات، فإن حجم التبادل التجارى بين إيران وبين دول الخليج، قد زاد مع بعض هذه الدول خلال السنوات القليلة الماضية.
ومرد ذلك إلى "القرب الجغرافى مع دول الخليج والأسعار المناسبة وسهولة الترخيص وقلة الضغوط بالمقارنة مع الغرب فيما يتعلق بالعملية المصرفية وسهولة التحويلات والتعاملات المالية". ويصل حجم المبادلات التجارية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجى إلى أكثر من12 مليار دولار فى العام، ويبلغ حجم التصدير وإعادة التصدير من دول الخليج إلى إيران حوالى 8.5 مليار دولار، فيما تصل قيمة الصادرات الإيرانية لدول الخليج إلى مليارى دولار.
 حتى إن بنك الكويت المركزى دعاالمصارف والمؤسسات المالية إلى تطبيق العقوبات على إيران. أى بعد مضى نحو أربعة أشهر على فرض مجلس الأمن لتلك العقوبات، لكن قطر دعت فى الوقت نفسه "إلى توثيق العلاقات مع طهران".
أصبحت دبى منذ سنوات أهم مركز للنشاطات التجارية خارج إيران. وعلاوة على موقعها الجغرافى القريب من الجمهورية الإسلامية، فإن الاقتصاد الإيرانى يستفيد كثيرا من النشاط الذى تقوم به الشركات الإيرانية فى المهجر القريب. وبحسب معظم التقارير والدراسات يعيش فى دولة الامارات العربية المتحدة نحو أربعمائة ألف إيرانى. ومعنى ذلك أن كل عاشر مواطن فى دولة الإمارات العربية المتحدة هو من أصل إيرانى.
وفى دبى على سبيل المثال كل رابع أو خامس شخص ينحدر من إيران. وإذا استبعدنا الجنسيات الأجنبية الأخرى من الفيليبين وباكستان والهند وسواها، لأصبح عدد الإيرانيين أكبر بكثير قياسا إلى السكان الاصليين، وهذه معضلة ديمغرافية استراتيجية تعانى منها دول الخليج عموما وتشكل أحد مصادر قلقها المستقبلى.
تأسست الشركات الإيرانية فى دبى قبل الثورة بسنوات طويلة. وثمة من يتحدث عن أكثر من 8000 شركة فى دولة الإمارات العربية المتحدة معظمها فى دبى، التى تعتبر أفضل مكان للإيرانيين حيث يستقر فيها رجال الأعمال ويوفرون لأولادهم فرص الالتحاق بجامعات أمريكية وأسترالية لها فروع فى الإمارة.
 وينفق الإيرانيون فى دبى مبالغ كبيرة، ويقدر حجم الاستثمارات الإيرانية فى الشركات والعقارات بنحو 300 مليار دولار، ما يعنى أن نسبة 15% من العقارات فى دبى مملوكة لإيرانيين.وتسهم كل أزمة داخل إيران فى زيادة حجم الاستثمارات الإيرانية فى دبى (دراسة لطلال عتريسى).
ثالثا: دولة المؤسسات والشورى والتعددية
كتبت أخيرا عن دولة المؤسسات التى نحن فى أمسّ الاحتياج لها فى مصر، وأشرت إلى عدة أمثلة منها النموذج الإيرانى والذى يمكن ملاحظته بوضوح من خلال الاطلاع على الدستور الإيرانى. فكل النظم العربية القومية المشار إليها اتسمت بسمات مشتركة من أهمها الطابع الفردى للحكم: عبد الناصر (وقبله محمد على) – صدام حسين – القذافى – حافظ الأسد – بومدين – على عبد الله صالح - نميرى، ومثل هذا النوع من الأنظمة يسقط بسقوط أصحابه بالوفاة أو الهزيمة النفسية أو السياسية. وسيكون مقتل النظام السودانى فى إصرار الرئيس البشير رغم تقديرى له على البقاء فى الحكم إلى الأبد. اعتماد النظام على الفرد يضعف المؤسسات ولا يساعد على تقويتها، ويخلق مناخا مواتيا للإمعات، ويؤدى إلى الارتجال وزيادة هامش الأخطاء فى القرارات خاصة المصيرية. ورغم أن الشخصية الزعامية للخمينى بين شعبها أكبر وأقوى من كل هؤلاء باعتباره رجل دين وفقيه ومفكر وثورى وصلب، إلا أنه كان مشغولا ببناء المؤسسات فى حياته، وعدم التعجل فى اتخاذ القرارات حتى تتفاعل الشورى بين عدد من مراكز القرار. وهذه سمات مشتركة بين النظام الإيرانى والنظام الديمقراطى الغربى. ولذلك فإن وفاة الخمينى لم تؤد إلى أى هزة فى مسيرة البلاد، بالعكس مع مرور الزمن اكتسبت الجمهورية المزيد من الخبرة.
رابعا: البعد العقائدى
الاستقلال عن الغرب لايقتصر على الجانبين الاقتصادى والسياسى بل يعتمد أساسا على الاستقلال الثقافى الحضارى الذى يحميه الدرع العقائدى. خاصة وأن الاستقلال لايعنى مقاطعة الغرب أو العالم غير الإسلامى على طول الخط سياسيا واقتصاديا، بل سيظل الاختلاط والتفاعل مع العالم هو سمة العصر. ورغم أن الإيمان بالوطن وبالعروبة كوطن أكبر يرتفع إلى مستوى العقائد ولكن تظل العقيدة الإسلامية أكثر شمولا وأكثر قدرة على احتواء مشاعر وضرورات الوطنية والعروبة، وأكثر قدرة على بناء جدار صلب ضد الاختراق الأجنبى، ومنبعا ثريا وأصليا لمعالم حضارتنا العربية الإسلامية التى كانت تقود البشرية منذ عدة قرون.
ونحن فى حزب الاستقلال كنا دائما مع رأى الأزهر التقليدى ومع التيار الإسلامى العام الذى يرى فى المذهب الجعفرى الاثنى عشرى مذهبا إسلاميا، مع الاحتفاظ بالخلاف معه فى المسائل الجوهرية. ولكننا طالبنا المتشددين الذين يرفضون ذلك أن يدركوا الأهمية السياسية والإسلامية بالنسبة لنا نحن أهل السنة، للتحالف مع إيران ضد الحلف الصهيونى الأمريكى، ووقف الانزلاق إلى مهاوى الفتنة الطائفية التى تزكيها السعودية بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل. كذلك رأينا دائما ضرورة ممارسة الخلاف مع الجمهورية الإيرانية على أساس سياسى وليس على أساس مذهبى.وسنعود لذلك.
الحرب المعلنة ضد إيران
الحرب المعلنة ضد إيران من الغرب وأمريكا وإسرائيل التى استمرت 34 عاما لم تنته كما يتصور البعض بهذا الاتفاق النووى المؤقت. بل ذهب البعض للحديث عن تحالف إيرانى – أمريكى. ليس صحيحا. نحن أمام تغيير أسلوب التعاطى مع الظاهرة الإيرانية. وكل البلاد الرشيدة تغير مواقفها حسب تغير الظروف وموازين القوى. الأحمق وحده هو الذى يسير فى موضوع محدد خاصة فى السياسة الدولية مثل القطار، فإذا أخذت سياسة النظام المصرى تجاه إيران منذ الثورة الإيرانية ستجدها كما هى تقريبا عبر 34 سنة منذ السادات ومبارك والمجلس العسكرى ومرسى والسيسى.وهذه من أخطاء الرئيس مرسى التى يجب أن يراجعها حيث خضع لضغوط أمريكية نورية سعودية وكل هذه الأطراف أبعدته عن القوة الإيرانية التى كان لابد من تعزيز العلاقات معها فى مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية، وكانت إيران راغبة ومستعدة للتعاون إلى أبعد حد لأن لها مصلحة أكيدة فى تعميق العلاقات مع مصر. وبعد أن أبعدت هذه الأطراف الثلاثة بالتحديدالرئيس مرسى عن إيران قامت هى بالانقضاض عليه وعلى حكمه.
 ثم رأى الغرب وعلى رأسه أمريكا أن الضربة العسكرية لإيران لن تكون مجديةوستؤدى إلى حرب أقليمية لاتبقى ولا تذر وستصيب المصالح الأمريكة والغربية فى مقتل، وإذا نجت إيران من الهجوم ستصبح زعيمة المنطقة بلا منازع. وإسرائيل البلهاء التى تعترض على التسوية النووية تدرك أن تدمير إسرائيل كان ضمن معادلة استبعاد المواجهة المسلحة. هذه اللحظة أشبه –مع الفارق– بمرحلة التقارب بين الاتحاد السوفيتى وأمريكا التى هدأت حالة الحرب الباردة بين الطرفين، بينما ظل كل طرف ينتوى النيل من الآخر بوسائل أخرى. وأعتقد واثقا أن الطرفين يدركان ذلك تماما، ولكنها لعبة على المكشوف كما كان الخيار المسلح لعبة على المكشوف. ولاتزال الملفات الأصلية عالقة بين الطرفين ولن تحل فى تقديرى؛ لأن النظام الإيرانى لم يضعف ولكنه توصل للاتفاق من موقع القوة. أعنى بالملفات كل قضايا الاستقلال والمقاومة خاصة فى فلسطين ولبنانوحتى فى أفغانستان حيث تتهم أمريكا إيران بدعم المقاومة المسلحة، مع ملاحظة أن أمريكا على وشك الانسحاب من بلاد الأفغان عام 2014، بالإضافة للملف العراقى.
إيران وحلفاؤها هى الجهة الوحيدة فى اللحظة الراهنة القادرة على تدمير إسرائيل والقادرة على إيذاء المصالح والقواعد الأمريكية ثم البقاء على قيد الحياة. وإسرائيل ربما تتصور أن الغرب يجب أن يتكاتف جميعا ويضرب إيران بعشرات القنابل النووية من أجل عيونها، وهذا غير ممكن أن يكون مقبولا، كما أنه لن يضمن لإسرائيل البقاء وهى متجمعة فى مثلث صغير داخل فلسطين المحتلة.
وهذه هى أسباب الحملة المستمرة منذ 3 عقود لشيطنة إيران والشيعة، فعندما كان شاه إيران يحكم، لم نسمع أى شىء ضد إيران أو الشيعة من النظم العربية العميلة لأمريكا. كان المقصود حشد الطاقات لضرب محور المقاومة، وفشلوا فى غزة مرتين، وفشلوا فى لبنان عام 2006 مع حزب الله، واستغلوا الحراك الشعبى السورى وحولوه بأموال طائلة وأسلحة بلا حدود إلى حرب أهلية تدميرية. وعندما وجدوا صعوبة فى تحقيق مراميهم، وعجز الأمريكان عن ضرب سوريا، خوفا من إيران، ولاحظوا أنهم عادوا للمربع رقم واحد، وربما خافوا من زيادة الفوضى فى سوريا، بدأوا التفاوض مع روسيا حول سوريا ثم مع إيران فى الملف النووى الشائك. فانهار السعوديون الذين استخدموا كخدم فى كل المهام القذرة، وهاهو النظام الانقلابى يقف مشدوها كالأطرش فى الزفة بعد أن أصبحت مصر غائبة عن المسرح.أما تركيا الأكثر تعقلا.. فهى لم تقطع علاقاتها مع إيران أبدا وعادت لتنشيطها. ولأن حكام السعودية (وأيضا الإمارات وغيرهم من الخليجيين) ليسوا أسوياء فقد هرولوا للتحالف مع إسرائيل بدلا من أن يعودوا لرشدهم، فقد كان الأولى بهم أن يجمعوا شمل العرب والمسلمين فى المنطقة بدلا من العمل عند الشيطان الأمريكى، فإذا شعروا بالإهانة اتجهوا للشيطان الإسرائيلى. لماذا لاتغضبون يوما فتعودون إلى الله وإلى أمتكم العربية والإسلامية؟! والحديث متصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق