الأربعاء، 24 سبتمبر 2014



ليس في المبادئ أنصاف حلول

بقلم: صادق أمين

لنفرض أن الإخوان وقعوا في أخطاء، فهل تفكيك التحالف الوطني لدعم الشرعية وإنشاء كيان جديد باسم جديد سيكون بلا خطأ؟!

وأيُّ عمل جديد أجدى؟ عمل جُرب أو عمل يُراد له أن يُجَرب؟ في حين أن التحالف استطاع أن يجابه الانقلاب طيلة 14 شهراً ببطولة وثبات وحجج قوية أتاحها له ما قدمه؛ حتى صار صخرة تتحطم عليها آمال الانقلاب في فرض استراتيجية الأمر الواقع أو إدخال البلاد في حرب أهلية.

إذ فرض التحالف نفسه - بإذن الله - ثم بحرارة رجاله ونسائه وشبابه وفتياته، قيادة وجنوداً، الذين أثبتوا أنهم أصلب عوداً وأشد مراساً إذا عارضوا أو أُريد التنكيل بهم، كما أثبتوا أنهم المظهر الحقيقي للمقاومة السلمية التي لا تتحطم لكل إرادة سوء بهذا الوطن وقد ابتلوا من أجل هذا.

فإذا رُفِض التحالف وأهله وانتُقل عنهم فكأنما بأيدينا نضرب الاتجاه وسيكون إعلاناً عن فشله، وسيترك هذا آثاراً نفسية تنعكس آثارها على أي عمل آخر، وسيقول الناس لأصحاب الكيان الجديد: هذا طريق جربه غيركم وفشلوا، في حين أن ما يُقال الآن: الحركة الثورية سائرة فاعلة على الأرض ويوم لك ويوم عليك.

إننا - أيها السادة - نغالط أنفسنا حينما نظن أن الحل هو حل التحالف، إذ لو قام كيان آخر فإما أن يكون كاملاً أو ناقصاً، فإذا كان ناقصاً فلا كلام على مثله، وأما إن كان كاملاً فسيُحارَب كما حورب التحالف؛ فليس اسم التحالف الذي حُورب بل مضمون هذا الاسم، وأي كيان يحمل نفس الأهداف، خاصة إذا تدارك ما وقع فيه التحالف، سيصيبه ما أصاب التحالف، وسيصادف خلال حركته ما صادفه الإخوان أنفسهم وسيطرح أمثال الذين يطرحون فكرة تغيير الاسم والفرار من أصحابه ما يطرحه هؤلاء الآن وهكذا لا يكون لهم هم إلا التأسيس وتجديد الأسماء.

خلاصة القول أننا وأنت صوتان معبران عن مأساة هذا الشعب مهما اختلفا ويمكننا أن نلتقي على نقاط لن نختلف عليها؛ إذ ليس في المبادئ أنصاف حلول وأن يجب علينا ألا نقف موقف المدافع في قضايا يجب أن نكون نحن المهاجمين فيها؛ فنكون قد وقعنا في أسر مخططات عدونا.

وكفانا جميعاً أننا نشعر بضيق ما بعده ضيق ونحن نرى الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ في البلاد؛ فالبلد في حالة من الفوضى لا مثيل لها، وإن خط التحالف الوطني لدعم الشرعية يجب أن نوجده إن كان مفقوداً، فكيف لا ندعمه ونتبناه وهو موجود؟؟!!

وصدق الشاعر:

إني إذا نزل البلاء بصاحبي *** دافعت عنه بناجذي وبمخلبي

وشددت ساعده الضعيف بساعدي *** وسترت منكبه العريّ بمنكبي

فعودوا لروح الميدان وحطموا صخور المحال وداووا عهد الجراح؛ فإنه إن طال صار صديداً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق