الأحد، 20 أبريل 2014

هوامش على جدران الانقلاب بقلم: د. حلمي القاعود

 هوامش على جدران الانقلاب 
بقلم: د. حلمي القاعود
(وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لا يَشْعُرُونَ) 
[سورة البقرة: 11-12].

تأدب يا ولد!
في غمرة الاحتفالات الناصرية بصعاليك الحياة الأدبية الذين يتصدرون المشهد الثقافي؛ نقرأ لولد شيوعي تشبيها غريبا لأحدهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حين يأتي ذكره - صلى الله عليه وسلم – في حديث قدسي: تأدب يا قلم! الولد الشيوعي الذي يدعي الناصرية يريد أن يقنعنا أن الصعلوك الذي يشيد به له مكانة التفرد النبوي، ويتجاهل أن صعلوكه المحتفي به كان ممرضا غير (...) وتاريخه مليء بالعمالة وخدمة البيادة، بل إن الصعاليك المحتفى بهم كان محلهم المختار دائما هو مكتب شعراوي جمعة، ورءوف المناوي للإعلام الأمني بوزارة الداخلية. في عصر الانقلابات والدم وكهنة الناصرية الدموية؛ كل شيء ممكن يا نور عينينا !
رشاوى الخليج
هل صحيح أن الوفد الأفريقي الذي زار مصر مؤخرا لإجراء محادثات مع الانقلاب وقوى سياسية وحزبية، واجه إغراءات مالية خليجية للاعتراف بالانقلاب؟ وهل صحيح أنه سيؤجل الاعتراف لتمكين إثيوبيا من المضي في مشروع سد النهضة قدما؟ كل شيء صار ممكنا في زمن الرشاوى الخليجية، وبكرة تشوفوا مصر !
إذلال المعتقلين!
ماذا يعني إذلال المعتقلين المسلمين في المحاكم؟ الدكتور صلاح سلطان، أستاذ الشريعة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة وأمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشرعي يشكو لرئيس المحكمة: "أثناء استعدادنا صباح اليوم للحضور للمحكمة، قام أحد الضباط بسب الدين ثلاث مرات؛ فلما قلت له: لا تسب الدين! سبني قائلا: "ينعل ميتين أمك"!.. وأنت يا رئيس المحكمة.. قلت لي بالأمس: "اخرس"! علمًا بأنني أحمل أكثر من دكتوراة، وقمت بالتدريس في معظم جامعات العالم ومنها أوروبا وأمريكا وتخرج من تحت يدي مئات الباحثين في الماجستير والدكتوراة.. وأشرف بأني عضو دائم في لجنة ترقية الأساتذة، ولم أقل لأي باحث أو طالب في حياتي "اخرس". واعلم يا رئيس المحكمة بأنني حاصل على ليسانس الحقوق، فأنا أساويك في مؤهلك وأجاوزك في درجاتي العلمية، لذلك فإني أردك ردا كاملاً".
يبدو أن عصر الجهل والوحشية وإهدار الكرامة ينشر جناحيه بمنتهى الاطمئنان في زمن الانقلاب الدموي يا نور عينينا !
العالمة المغمورة
قالت العالمة المغمورة: إن عمليات القتل والتخريب المتواصلة في أسوان، والناتجة عن صراع قبيلتي الهلايل والدابودية، جاءت بتدبير من جماعة الإخوان، لزعزعة شعبية السيسي هناك، موضحة أن هذه المذابح لم تحدث إلا بعد أن أعلن النوبيون تأييدهم التام والكامل للمشير خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. إذا تكلمت العوالم فاسمعوا لهن! مصر قد الدنيا !
حكم الدراع!
رئيس جامعة بورسعيد المنتخب الدكتور عماد عبد الجليل أطاح به الانقلاب بدعوى وجود شكاوى بأنه ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، تزعم حملة الإطاحة به نائب يساري بمجلس الشعب المنحل معروف بأنه ظاهرة صوتية ولم يعمل لبورسعيد شيئًا، وآخر فاشل، وثالث مرتش وآخرون من الفاسدين والفلول! أصبح الانتخاب مسألة من مخلفات الماضي وحكم الدراع هو الأبقى، وبكرة تشوفوا مصر !
التحالف والمصالح
اللواء عبد الحميد خيرت - الخبير الأمني نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق - يقول في برنامج على قناة "صدى البلد" الفلولية الانقلابية: "دول عربية طلّعت قرار جريء بأن الإخوان جماعة إرهابية، وأصبح في المنطقة هناك حلف مصر والإمارات والسعودية والبحرين والأردن متفق مع مصالح إسرائيل، وهناك حلف آخر وهو تركيا وقطر وإيران والإخوان".
ما رأيكم يا قراء في تحالف أهل العروبة والشهامة والنخوة مع الغزاة القتلة والأقصى يتم اقتحامه بصفة دورية على مرأى ومسمع من الأشاوس والنشامى؟ وهل هناك علاقة بين الحلفاء العرب واليهود والحرب على الإسلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلاد المسلمين؟ أنتم نور عينينا !
الاحتلال الناصري!
كاتب بيادة عتيق من أنصار الاحتلال الناصري لمصر، ومن المهتمين بـ"نصرنة " البلاد والعباد؛ يعيب على ميليشيات الانقلاب تأخرها في اقتحام الجامعات، ويتجاهل الناصري العتيق كاتب التقارير وخادم البيادة على مدى ستين عاما قتل الطلاب واصطيادهم بالقناصة والتصويب على رءوسهم، ويتهم الطلاب الأبرياء بالتخريب والجرائم والحرائق والسفالات والاعتداءات على الأساتذة!.
الناصريون أعداء الحرية والديمقراطية والكرامة يتنفسون كذبا وتدليسا وكراهية للإسلام. اللهم عليك بهم !
أبو جهل معارضا!
صار أبو جهل زعيما للمعارضة في كتب وزارة التعليم الانقلابية! وصار عمر بن الخطاب مجرد أمير، وعبد الله بن الزبير مجرد طفل! الكفار المعادون للإسلام صاروا معارضة لا علاقة لهم بالشرك أو الأصنام! أذكّر الذين غيّروا مناهج الوزارة ليشطبوا الإسلام من ذاكرة الأجيال الجديدة بأن زعماء المعارضة القرشيين كانوا أكثر شرفا من بعض الجلادين الانقلابيين، وكان أبو جهل يخشى أن تعيّره العرب بأنه اعتدى على البنات والنساء ولكن جلادينا لا يخشون أحدا واعتدوا على الحرائر بأشكال شتى. أنتم نور عينينا !
مشروع عملاق
"لن يندم المصريون يوما أكثر من ندمهم إذا استسلموا أو تسلل اليأس إليهم وهذا ما أستبعده.. قلت مرار إن مصر كانت على موعد مع مشروع عملاق... ولكن ما جرى في مصر أن فريقا من العسكر ورجال الأعمال الفسدة انقلبوا على أعظم رئيس عربي قبل أن يشعر الشعب بإنجازاته التي كشف عنها مؤخرا... وما يدهشني أن هناك من المصريين من يصدق أن مرسي كان جاسوسا ومتخابرا وقد باع سيناء والأهرامات وكلها تفاهات ترددت على ألسن مرتزقة الفكر والإعلام الذين باعوا أنفسهم ومبادئهم للشيطان... إن مصر دولة بلا نخبة، فكلهم رعاع في الفكر ومتسولون على أبواب العسكر، وجميعهم بلا مبادئ إلا من رحم ربي..." من مقال لمهاتير محمد صانع النهضة الماليزية الراهنة، ولا تعليق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق