الجمعة، 4 أبريل 2014

في يوم اليتيم.. نرصد أوجاع ومعاناة أطفال يتّمهم الانقلاب! 4-4-14

في يوم اليتيم.. نرصد أوجاع ومعاناة أطفال يتّمهم الانقلاب!


اهتمام الرئيس الشرعي بالأيتام
04/04/2014 07:22 م
لقد استطاع الانقلاب العسكري في غضون شهور قليلة أن يضيف إلى قائمة الأطفال الأيتام في مصر المئات من الأطفال الذين حرمهم الانقلاب الدموي كرهًا من أحد والديهم أو كليهما إما بالقتل أو الاعتقال أو المطاردة, حيث لم تتسبب رصاصات الغدر التي تصوبها ميليشيات الانقلاب ضد مؤيدي الشرعية في حصاد أرواح هؤلاء الأبرياء فحسب، بل تخلف وراءها أطفال صغار يتجرعوا مرارة اليتم والحرمان من عطف الآباء لا لذنب أو لجرم ارتكبوه هم أو آباؤهم؛ وإنما فقط لأنهم مناهضون لهذا الانقلاب الدموي.
ولما كانت مجزرة فض اعتصام رابعة هي المتصدرة من حيث أعداد القتلى فكان عدد الأطفال الذين يتموا في هذا اليوم هم الأكبر على الإطلاق، فبحسب تقديرات تحالف دعم الشرعية تجاوز عدد شهداء الفض 3000 شهيد، وما تم توثيقه هم فقط 1182 كان أكثرهم متزوجون ولديهم أطفال صغار، كما كان اعتقال الأباء والأمهات ديدن الانقلاب على مدار ثمانية شهو حيث بلغ عدد المعتقلين 21 ألف معتقل أكثرهم يعولون أسرا ولديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين الطفولة والشباب. كما تم اعتقال 500 سيدة بينهن أمهات لأطفال صغار.
 
ولم تقتصر سهام الانقلاب المسمومة على الأيتام من مؤيدي الشرعية فحسب، بل طالت غيرهم من أطفال الملاجئ ودور الأيتام، وذلك حينما قام الانقلابيون بتجميد ما يقارب من 1055 جمعية خيرية تكفل أكثر 540 ألف يتيم بزعم تمويلها من جمعيات إرهابية دون أن يجدوا لهم بدائل للإنفاق عليهم, هذا فضلًا عن فضائحهم المتكررة في استغلال الأيتام في الترويج لقائد الانقلاب العسكري!
 
 في ظل صخب إعلام الانقلاب واحتفالاته بيوم اليتيم، "الحرية والعدالة" حاولت تسليط الضوء على أيتام جدد كانوا ضحايا لهذا الانقلاب الدموي، فكانت السطور التالية: 
 
في البداية لم يستطع عبد الله -7سنوات- ابن الشهيد هشام النعناعي أن يكتم حزنه الشديد على والده الذي مات عقب مجزرة فض اعتصام رابعة بأسبوع متأثرًا بجراحه، حيث يقول: في بعض الأحيان أشعر أن أبي حيًا لم يمت، وأن غيابه أمر مؤقت، وأنه سيعود ليكمل تحفيظي القرآن وتشجيعي على تلاوته، وأنه سيعود ليلعب معي وإخوتي الصغار كما كان دائمًا حريصا على أن يلعب معنا.
 
عبد الله: فخور بأبي الشهيد وسأكمل مسيرته حتى كسر الانقلاب
وبعد صمت قال عبد الله: أنا فخور بأبي وسأظل فخورًا به طوال حياتي فهو إمام المسجد الحافظ لكتاب الله صاحب الصوت الملائكي في تلاوة القرآن، أما من قتل أبي وحرمني وإخوتي الصغار فليس لدي شك بأن الله سيخزيه في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أنه لن يمل من الدعاء على قائد الانقلاب، معتبرًا أنه المسئول الأول عن قتل والده.
من جانبها قالت والدته: إن عبد الله هو أكثر إخوته تأثرًا بوفاة أبيه لأنه أكبرهم سنًا، حيث إن إخوته لا يزالون صغارا، أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام، تقول إنه كثيرًا ما يخلد إلى نفسه ويسمع تسجيلات لأبيه وهو كان يتلو القرآن ويتأثر للغاية، ولكنه في الوقت نفسه حريص على ألا يظهر لنا حزنه حتى لا يتسبب في حزننا جميعًا، مؤكدة أن كان شديد الارتباط بأبيه، يصحبه  دائمًا للمسجد وفي كثير من "الخروجات" الأخرى.
 
وتصف أم عبد الله ولدها بالناضج والمتحمل للمسئولية على الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز السبع سنوات، حيث إن وجدها حزينة يحاول أن يخفف عنها ويقول لها "أبي شهيد يجب أن تفخري ونفخر جميعًا"، ويحثها دائمًا على الدعاء على الظالمين الذين تسببوا في حرمانهم منه ويقول لها رددي "حسبنا الله ونعم الوكيل".
 
ابتلاء
أما "آألاء" ابنة المعتقل أحمد الدسوقي فهي أيضًا أكبر الأبناء سنًا ولا تزال متأثرة بمشهد اعتقال والدها، حيث تم اعتقاله من المنزل أمام أبنائه وزوجته في مشهد وصفوه بالمروع والمخيف، تقول آلاء إنها لم تستطع أن تنسى هذا المشهد، وسيظل محفورًا في ذاكرتها مهما طال بها العمر وتساءلت آلاء: بأي ذنب نحرم أنا وإخوتي الصغار من حنان والدي وعطفه علينا وما الجرم الذي ارتكبه والدي حتى يسجن ولا نستطيع أن نراه إلا في زيارة أسبوعية لا تتجاوز دقائق معدودة؟
وتؤكد ألاء أنها حريصة على المشاركة في المسيرات الرافضة للانقلاب، معتبرة أنها أهم وسائل كسر الانقلاب وتحرير والدها.
 
آلاء: مشاهد اعتقال أبي ستظل محفورة في ذاكرتي ولن أتوقف عن الدعاء على قائد الانقلاب
فيما أكدت والدتها أن زوجها كان شديد الارتباط بأولاده وهم الأكثر تعلقًا به، وهو ما جعل الابتلاء الذي نحن فيه صعب عليه وعلينا، ولكنها تؤكد أنهم صابرون ومحتسبون الأجر عند الله، وأنهم على يقين بأن فرج الله ونصره قريب.
وتقول " أم ألاء " أنه على الرغم من قسوة المحنة التي نحن فيها وحرمان أبنائي من حنان وعطف والدهم على الرغم من أنه لا يزال حيًا ولكنه أسير في سجون الانقلاب إلا أن حرص على آلاء على المشاركة بشكل يومي في المسيرات الرافضة للانقلاب إلى حد البكاء لو لم نشارك فيها وتبريرها هذا الحرص على المشاركة بأنها تريد المساهمة في كسر هذا الانقلاب من أجل مستقبل أفضل لمصر يجعلني سعيدة بنضجها ومدى استيعابها للقضية وتقبلها المحنة.
وأضافت الأم أن الانقلابيين لا يكفيهم أنهم حرموا أبنائي من أبيهم؛ فإنهم أيضًا يحرمون أبنائي من حقهم في زيارة أبيهم ليس بالمنع المباشر بل بوسائل التضييق والممارسات غير الإنسانية من خلال تفتيش الأطفال بأسلوب يتسبب لهم في أذى نفسي ويجعلهم لا يُقبلون على زيارة أبيهم خوفًا من هذه الممارسات، مؤكدة أن أطفالها لم يتوقفوا عن الدعاء ليل نهار على كل من تسبب في تشتيت شمل أسرتهم.
دعوة اليتيم
في هذا الإطار اعتبرت د. عزة عبد الرحمن -الأستاذ بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر- أن أكثر ما ابتلي به الانقلابيون وهم في غفلة عنه هو دعاء هؤلاء الصغار الذي حرمهم الانقلاب من آبائهم إما بالقتل أو الاعتقال أو المطاردة، مؤكدةً أن دعوتهم ليس بينها وبين الله حجاب ليس فقط لأنهم مظلومون؛ ولكن لكونهم أطفال لم يذنبوا، فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطلب من الصبيان الصغار أن يدعو له حتى يستجاب الدعاء.
د. عزة عبد الرحمن: دعوات الصغار على الانقلابيين سهم لا يخطئ ولن يفلت منه القتلة
وأكدت "عبد الرحمن" أن "الأجل" كتاب معلوم لم يتأخر ساعة ولن يتقدم، وكل شهيد سقط كان أجله قد نفذ، ولكن كون هؤلاء القتلة من الانقلابيين كانوا هم سببا مباشرًا في القتل وهو ما سيكون له جزاء في الدنيا والآخرة لأنه ليس بعد القتل ذنب، مؤكدة أن هناك فارقا كبيرا بين طفل يتيم وآخر ابن لشهيد؛ حيث إن الثاني يكون لاستشهاد والده الأثر الأكبر في نفسه من حيث الحرص على استكمال رسالته في الحياة، ومن ثم يكون قتل الانقلابيين لفرد واحد يخلف وراءه جيل كامل من الرافضين له وهو ما يؤكد حتمية سقوطه "إن شاء الله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق