هوامش على جدران الانقلاب
بقلم: د. حلمي القاعود
قال الله
تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ
يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [سورة الأنفال: 30].
الحياء والخجل!
ماذا لو
عاد فتحي غانم، ذلك الروائي المتميز، إلى الحياة وكتب عن الصحافة والإعلام
والفن في أيامنا؟ لا بد أنه سيجد أن أبطاله الروائيين أقل خسة ونذالة
وسفالة ونجاسة من نظرائهم في أيامنا. عبد الهادي النجار وحسن زيدان ودياب
وزينب ويوسف منير ومحمد ناجي وريري وسامية سامي ويوسف عبد الحميد السويفي
وغيرهم من الصحفيين والإعلاميين والفنانين كان لديهم بعض الحياء والخجل،
على العكس من المعاصرين الذين فقدوا كل أثر للحياء والخجل، يكذبون ويدلسون
ويضللون ويلحسون البيادة ويصلّون تحت نعالها، وبكرة تشوفوا مصر!.
اللحى التايواني!
أصحاب
اللحى التايواني لا يستحقون شرف الكتابة عنهم، لقد باعوا أنفسهم من زمان
بعيد للبيادة، لا تستغربوا حين يحللون دماء الشهداء ويشمتون فيهم ويدافعون
عن الانقلابيين ويقدمون الفتاوى الفاسدة وينافقون الفراعنة الجدد ويتخلون
عن دعاواهم بتطبيق الشريعة ويروجون للدستور الذي صاغته الكنيسة ويعلنون
ولاءهم للسلفية المدخلية الجاهلة ويحولون الدعوة إلى مصدر للملايين الحرام
ويعيشون بالكذب ومن أجله، قولوا معي: ألا لعنة الله على الظالمين!
الذهاب إلى المرشح!
من عجائب
الساسة الذين ينتمون لجبهة الخراب أن يطلب أحدهم من الشعب المصري الذهاب
إلى قائد الانقلاب المرشح لرئاسة الجمهورية بدلاً من أن يذهب المرشح إلى
الشعب!! حجة السياسي العجيبة أن المرشح المذكور هو رئيس مصر القادم، وأن
مشكلات الأمن تفرض أن يذهب الناس إليه! وإذا كان الأمر كذلك فما الداعي
للترشح والانتخابات وإنفاق أموال الشعب المدين؟ وبكرة تشوفوا مصر!.
المشخصاتي والمخلوع!
قال
مشخصاتي- عجوز- مثلي: إن المخلوع ووزير داخليته لا يستحقان المحاكمة؛
لأنهما منعا شر جماعة الإخوان المسلمين لمدة 30 سنة، وأضاف المشخصاتي في
حواره مع الإعلامية الفلولية في القناة الفلولية أن المخلوع لم يأمر بقتل
المتظاهرين، وأنه لو أمر مع وزيره بضرب المتظاهرين بالرصاص والقنابل
لاستحقا الأوسمة من الدولة! ووصف المشخصاتي المؤدب جدًّا من يطلق لفظ
"المخلوع" على مبارك بأنه "قليل الأدب"! مشكلة المشخصاتي المسخة كما يطلق
على أمثاله في الأرياف أن شهادته لا تقبلها المحاكم فضلاً عن الرأي العام،
فاهم يا نور عينينا؟
الاكتفاء الذاتي
وزير
التموين في حكومة الانقلاب قال: إن مصر ليس لديها اكتفاء ذاتي من القمح،
وإن تحقيق الاكتفاء الذاتي ليس في مصلحة مصر! وعلل ذلك بأن الاكتفاء الذاتي
من القمح يضطر مصر لزراعة معظم الرقعة الزراعية بالقمح، ويؤدي إلى عجز في
محاصيل أخرى مهمة، وعلى فرض أن كلام معاليه صحيح فأيهما أفضل استيراد القمح
أو استيراد البطاطس والبرسيم؟ مصر قد الدنيا!
عدم الاختصاص
حين تقضي
محكمة الأمور المستعجلة بعدم اختصاصها نظر دعوى حظر أنشطة كيان الغزو
النازي اليهودي في مصر! وفي الوقت نفسه تقضي بحظر نشاط منظمة المقاومة
الإسلامية حماس لأنها منظمة إرهابية؛ فالمسألة فيها خلل جسيم، هل صار
اليهود الغزاة من الملائكة؟ بكرة تشوفوا مصر!
الشريك الاستراتيجي
قال عبد
الله بن زايد وزير خارجية الإمارات: إيران شريك استراتيجي لبلادنا، وسوف
نبذل كل الجهود لإزالة أية عقبة في طريق تعزيز العلاقات! طيب.. هل احتل
الإخوان المسلمون جزر طنب الكبرى والوسطى والصغرى؟ ومتى ينهون احتلالهم
للجزر في الإمارات الشقيقة؟ ألا يخاف الفيلد ماريشال ضاحي من تشييع
الإمارات؟ أنتم نور عينينا!
غير مسبوق
خرج شيوعي
انقلابي يشغل منصبًا كبيرًا في المجلس القومي الانقلابي لحقوق الإنسان،
ليقول: إن مصر تشهد حاليًا حرية في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لم
تشهدها في التاريخ من قبل، ويشهد الإعلام المصري ازدهارًا غير مسبوق، إذ
لدينا القنوات الحكومية والخاصة والصحف القومية والخاصة، وكل منها ينقل
ويكتب ما يريد دون أدنى ضغوط، ويخطئ الغرب كثيرًا حين يتحدث عن وجود قيود
تفرض على الإعلام.
الشيوعي
الكذاب يعلم أن الانقلاب العسكري الدموي الفاشي أغلق القنوات الإسلامية
والصحف المعارضة وفي مقدمتها: الحرية والعدالة والشعب، ومنع الكتاب
الوطنيين والإسلاميين من الكتابة في الصحف والظهور في التلفزيون والحديث
إلى الإذاعة، وحرم على خطباء المساجد تجاوز الخطبة الأمنية التي يفرضها
الوزير الانقلابي الأمنجي.. لماذا يتنفس الشيوعيون الكذب مثل الهواء؟
الصليبية تغلب!
الكاتب
البريطاني روبرت فيسك يبدو أكثر الكتاب البريطانيين اعتدالاً في معالجة
شئون العالم العربي، ولكن صليبيته تغلب عليه أحيانًا فيتجاهل الصدق
والموضوعية وتظهر خبيئته المتعصبة، ومن ذلك حملته الهستيرية على أردوغان
واتهامه بمعاملة الأكراد معاملة سيئة وترديده لأكاذيب الأرمن عن مذابح
العثمانيين ضدهم!
تمنيت أن يكون فيسك موضوعيًّا دائمًا، ولكنه قدم مادة فاسدة ورخيصة لكُتاب البيادة وخُدام الانقلاب في مصر المحروسة، وهي أم الدنيا!
اتصالات مكثفة
في سرية
تامة تجري باللجنة العليا للمهرجانات بوزارة السياحة اتصالات مكثفة بعدد من
نجوم السينما العالميين في هوليوود وبوليوود وبعض ملكات جمال العالم
لزيارة مصر في الفترة القادمة بهدف تنشيط السياحة في مصر وعودتها إلى سابق
عهدها وتوصيل رسالة للعالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والأمان، وأن ما يشاع من
عدم وجود أمن أمر ليس صحيحًا وإنما هي شائعات مغرضة معروف من وراءها..
وتأتي هذه الاتصالات بدعم من الوزير الدءوب والنشيط وزير السياحة الانقلابي.
يبدو
أن المسئولين في السياحة ومهارجها لا يعلمون أن وكالات الأنباء وأجهزة
الإعلام الدولية تذيع أخبار القتل اليومي بالرصاص الحي الذي تقوم به أجهزة
الأمن في شوارع مصر وجامعاتها، وتنشر حوادث اغتصاب السائحات في الفنادق
الفخمة والتحرش بهن، وتتحدث عن جمهورية الخوف في مصر! أنتم نور عينينا!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق