الأربعاء، 9 أبريل 2014

سقوط الانقلاب حتمى ولكن علينا أن نختار بين الفوضى ونجاح الثورة

سقوط الانقلاب حتمى ولكن علينا أن نختار بين الفوضى ونجاح الثورة


الثلاثاء, 08 إبريل 2014 -   
 
مجدي حسين
  •  مصر يحكمها اليهود والأمريكان بالمعنى الحرفى لا المجازى
  •  اليهود والأمريكان يديرون قطاعات رئاسة الجمهورية والسياسة الخارجية و الجيش والاقتصاد والأعمال والزراعة والموازنة والبنوك والاعلام والرياضة والبترول والحزب الوطنى والتعليم والصحة وشئون المرأة والطفل والتشريع والسياحة .. فماذا بقى ؟! 
  •  وهذا يفسر سياسة الانقلاب تجاه ليبيا والسودان وغزة والنوبة وسيناء
لاشك عندى لحظة واحدة فى سقوط الانقلاب رغم استطالة عمره أكثر من تقديرنا الأولى ، فالمسألة مسألة سنن وقوانين الهية يسميها الناس سننا وقوانين اجتماعية . النظم السياسية لها أعمار كالانسان ، ونظام مبارك انتهى عمره الحقيقى والافتراضى ، والانقلاب أشبه بعملية الاحتفاظ بالميت فى غرفة انعاش تحت الأجهزة كما حدث لشارون ، وهذه محاولات يائسة مكتوب عليها بالفشل المؤكد ، وهذا ليس رجما بالغيب والعياذ بالله ، فالرجم بالغيب أن تجزم بأن الانقلاب سيسقط يوم كذا أو أن السيسى سيحاكم حتما ولن يتمكن من الهروب ، إلى آخر مثل هذه التفاصيل . أما اليقين بانتصار الحق على الباطل فليس رجما بالغيب ، والتحليل الذى يؤكد انتهاء نظام معين ، أمر واجب وممكن فى مجال الحياة السياسية ، وقد قلت قبيل نجاح إضراب 6 إبريل 2008 وكان لدى مؤشرات كافية على نجاح الاضراب إن نظام مبارك أشبه بالقلعة الساقطة ، وسخر منى " مناضل" يسارى بعد عدة شهور وقال لى : يعنى القلعة ماسقطتش ولا حاجة . فقلت ( لنفسى حتى لا أجرح شعوره ) : إن القلعة ساقطة استراتيجيا ولكن إذا لم يتقدم الجيش المهاجم بصورة صحيحة فإنها لن تسقط ، ووجود أمثال هذا اليسارى الذى لم يشارك فى الدعوة لإضراب 6 إبريل من أسباب عدم سقوط القلعة . وسقط النظام بعد إضراب 6 إبريل ثم إضراب 4 مايو بعامين ونصف العام ، وهو زمن أشبه بالبرهة فى حياة الشعوب . والآن أقول بمنتهى اليقين : إن الانقلاب ولد ميتا . وهو أشبه بمحاولة لإحياء ميت ، وهو مايسميه الأدب السياسى ( ثورة مضادة ) ، وهى محاولات يائسة ، لأن الثورات لاتقوم إلا لأسباب موضوعية عميقة وطالما ظلت هذه الأسباب قائمة فستتواصل الثورة ، فالحمم والأبخرة البركانية ستظل تندفع من باطن الأرض حتى يهدأ مصدر الفوران .
وهناك فرق بين الثورة والهبة ( الانتفاضة ) فالأخيرة تكون لسبب موضعى ، محصورة فى موضوع أو منطقة جغرافية أو فئة من السكان ، وهذه يمكن أن تتعرض للسحق ولا يستجاب لمطالبها أو تنجح فى تحقيق مطالبها أو جزء منها ( انتفاضة 18 يناير 1977 كمثال ) . أما الثورة فهى تكون لأسباب عميقة ، بحيث يكون تعرضها للهزيمة الماحقة أمر غير وارد ، ولكن سوء الإدارة والقيادة  يمكن أن يفشل موجة ثورية معينة ، ويمكن أن تطول آلام الثورة ومدتها بسبب ذلك . ولدى أمثلة كثيرة من الثورات ولكن لضيق المجال أضرب مثلا واحدا من الثورة الفرنسية ، فقد تعرضت لثورة مضادة متكاملة ، ولكنها ضربت . وتعرضت لخضات عدة ، بين مد وجزر ، ولكن انتصارها الناجز والأخير تحقق لأنها كانت تعبر عن حقيقة تاريخية : لقد انتهى العمر الافتراضى والحقيقى للنظام الاقطاعى وللنظام الكنسى المتخلف ، كان لابد لفرنسا وكل بلاد الغرب أن تنطلق فى عالم المجتمع الصناعى ، وأن تتحرر من تخلف وغباء القرون الوسطى الذى قادته الكنيسة فى روما . ما كان يمكن لألف سيسى أو طنطاوى أو هيكلى ( نسبة لحسنين هيكل ) فرنساوى أن يعرقل مسيرة القضاء على النظام الاقطاعى الملكى فى نهاية المطاف . ومن المهم أن نتعظ من هذه الدروس حتى لا نرهق البلاد فى معارك وصراعات لا طائل من ورائها .

كتبت فى عام 2007 وقلت إن الأنظمة العربية قد انتهى عمرها الافتراضى ، وإن عدم وقوع ثورات فى الوطن العربى أمر بالغ الغرابة ولايمكن أن يظل هكذا ، فجل هذه الأنظمة شاخت وأفقرت شعوبها وكتمت أنفاسها ، عدا قدرة بعض دول البترول على تقديم رشاوى لشعوبها لشراء صمتها . وقلت مثلا فى 4 نوفمبر 2007 على موقع حزب العمل :

( إن الساحتين المصرية والأردنية فى احتياج لقيام الحركة الإسلامية بتغيير استراتيجيتها, أو ربما يؤدى أى انفجار جماهيرى كبير إلى هذا التعديل المطلوب، والمقصود بالتعديل انتهاج أساليب النضال الجماهيرى والتحضير للعصيان المدنى ورفع شعار إسقاط النظام الخائن.). ( أمريكا طاغوت العصر – الطبعة الثالثة – ص301 )

الثورات العربية

وبالتالى فإن الثورات العربية كانت حتمية ، فهذه الأنظمة البليدة كانت لاتزال مستمرة فى حكم شعوبها بدون انتخابات ، وبدون احترام للقانون ، وبدون دستور حقيقى يتم الالتزام به ، هذه الأنظمة البليدة تصورت أن تستمر بترويج عبادة الحاكم سواء أكان ملكا أورئيسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن حقه أن يستحوذ على ثروات البلاد هو وأسرته ، ويورث الحكم والثروة ، وينفذ تعليمات أمريكا واسرائيل . بينما كان العالم يشهد موجة تحريرية من الاستبداد ومن الهيمنة الأمريكية ( راجع نفس الكتاب السابق أمريكا ...) . حتى طفح الفقر حتى فى السعودية ودول الخليج ! وبكل مؤشرات التنمية الاقتصادية والبشرية كان العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق