سقوط الانقلاب حتمى ولكن علينا أن نختار بين الفوضى ونجاح الثورة
مجدي حسين
وهناك فرق بين الثورة والهبة ( الانتفاضة ) فالأخيرة تكون لسبب موضعى ، محصورة فى موضوع أو منطقة جغرافية أو فئة من السكان ، وهذه يمكن أن تتعرض للسحق ولا يستجاب لمطالبها أو تنجح فى تحقيق مطالبها أو جزء منها ( انتفاضة 18 يناير 1977 كمثال ) . أما الثورة فهى تكون لأسباب عميقة ، بحيث يكون تعرضها للهزيمة الماحقة أمر غير وارد ، ولكن سوء الإدارة والقيادة يمكن أن يفشل موجة ثورية معينة ، ويمكن أن تطول آلام الثورة ومدتها بسبب ذلك . ولدى أمثلة كثيرة من الثورات ولكن لضيق المجال أضرب مثلا واحدا من الثورة الفرنسية ، فقد تعرضت لثورة مضادة متكاملة ، ولكنها ضربت . وتعرضت لخضات عدة ، بين مد وجزر ، ولكن انتصارها الناجز والأخير تحقق لأنها كانت تعبر عن حقيقة تاريخية : لقد انتهى العمر الافتراضى والحقيقى للنظام الاقطاعى وللنظام الكنسى المتخلف ، كان لابد لفرنسا وكل بلاد الغرب أن تنطلق فى عالم المجتمع الصناعى ، وأن تتحرر من تخلف وغباء القرون الوسطى الذى قادته الكنيسة فى روما . ما كان يمكن لألف سيسى أو طنطاوى أو هيكلى ( نسبة لحسنين هيكل ) فرنساوى أن يعرقل مسيرة القضاء على النظام الاقطاعى الملكى فى نهاية المطاف . ومن المهم أن نتعظ من هذه الدروس حتى لا نرهق البلاد فى معارك وصراعات لا طائل من ورائها .
كتبت فى عام 2007 وقلت إن الأنظمة العربية قد انتهى عمرها الافتراضى ، وإن عدم وقوع ثورات فى الوطن العربى أمر بالغ الغرابة ولايمكن أن يظل هكذا ، فجل هذه الأنظمة شاخت وأفقرت شعوبها وكتمت أنفاسها ، عدا قدرة بعض دول البترول على تقديم رشاوى لشعوبها لشراء صمتها . وقلت مثلا فى 4 نوفمبر 2007 على موقع حزب العمل :
( إن الساحتين المصرية والأردنية فى احتياج لقيام الحركة الإسلامية بتغيير استراتيجيتها, أو ربما يؤدى أى انفجار جماهيرى كبير إلى هذا التعديل المطلوب، والمقصود بالتعديل انتهاج أساليب النضال الجماهيرى والتحضير للعصيان المدنى ورفع شعار إسقاط النظام الخائن.). ( أمريكا طاغوت العصر – الطبعة الثالثة – ص301 )
الثورات العربية
وبالتالى فإن الثورات العربية كانت حتمية ، فهذه الأنظمة البليدة كانت لاتزال مستمرة فى حكم شعوبها بدون انتخابات ، وبدون احترام للقانون ، وبدون دستور حقيقى يتم الالتزام به ، هذه الأنظمة البليدة تصورت أن تستمر بترويج عبادة الحاكم سواء أكان ملكا أورئيسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن حقه أن يستحوذ على ثروات البلاد هو وأسرته ، ويورث الحكم والثروة ، وينفذ تعليمات أمريكا واسرائيل . بينما كان العالم يشهد موجة تحريرية من الاستبداد ومن الهيمنة الأمريكية ( راجع نفس الكتاب السابق أمريكا ...) . حتى طفح الفقر حتى فى السعودية ودول الخليج ! وبكل مؤشرات التنمية الاقتصادية والبشرية كان العرب
- مصر يحكمها اليهود والأمريكان بالمعنى الحرفى لا المجازى
- اليهود والأمريكان يديرون قطاعات رئاسة الجمهورية والسياسة الخارجية و الجيش والاقتصاد والأعمال والزراعة والموازنة والبنوك والاعلام والرياضة والبترول والحزب الوطنى والتعليم والصحة وشئون المرأة والطفل والتشريع والسياحة .. فماذا بقى ؟!
- وهذا يفسر سياسة الانقلاب تجاه ليبيا والسودان وغزة والنوبة وسيناء
وهناك فرق بين الثورة والهبة ( الانتفاضة ) فالأخيرة تكون لسبب موضعى ، محصورة فى موضوع أو منطقة جغرافية أو فئة من السكان ، وهذه يمكن أن تتعرض للسحق ولا يستجاب لمطالبها أو تنجح فى تحقيق مطالبها أو جزء منها ( انتفاضة 18 يناير 1977 كمثال ) . أما الثورة فهى تكون لأسباب عميقة ، بحيث يكون تعرضها للهزيمة الماحقة أمر غير وارد ، ولكن سوء الإدارة والقيادة يمكن أن يفشل موجة ثورية معينة ، ويمكن أن تطول آلام الثورة ومدتها بسبب ذلك . ولدى أمثلة كثيرة من الثورات ولكن لضيق المجال أضرب مثلا واحدا من الثورة الفرنسية ، فقد تعرضت لثورة مضادة متكاملة ، ولكنها ضربت . وتعرضت لخضات عدة ، بين مد وجزر ، ولكن انتصارها الناجز والأخير تحقق لأنها كانت تعبر عن حقيقة تاريخية : لقد انتهى العمر الافتراضى والحقيقى للنظام الاقطاعى وللنظام الكنسى المتخلف ، كان لابد لفرنسا وكل بلاد الغرب أن تنطلق فى عالم المجتمع الصناعى ، وأن تتحرر من تخلف وغباء القرون الوسطى الذى قادته الكنيسة فى روما . ما كان يمكن لألف سيسى أو طنطاوى أو هيكلى ( نسبة لحسنين هيكل ) فرنساوى أن يعرقل مسيرة القضاء على النظام الاقطاعى الملكى فى نهاية المطاف . ومن المهم أن نتعظ من هذه الدروس حتى لا نرهق البلاد فى معارك وصراعات لا طائل من ورائها .
كتبت فى عام 2007 وقلت إن الأنظمة العربية قد انتهى عمرها الافتراضى ، وإن عدم وقوع ثورات فى الوطن العربى أمر بالغ الغرابة ولايمكن أن يظل هكذا ، فجل هذه الأنظمة شاخت وأفقرت شعوبها وكتمت أنفاسها ، عدا قدرة بعض دول البترول على تقديم رشاوى لشعوبها لشراء صمتها . وقلت مثلا فى 4 نوفمبر 2007 على موقع حزب العمل :
( إن الساحتين المصرية والأردنية فى احتياج لقيام الحركة الإسلامية بتغيير استراتيجيتها, أو ربما يؤدى أى انفجار جماهيرى كبير إلى هذا التعديل المطلوب، والمقصود بالتعديل انتهاج أساليب النضال الجماهيرى والتحضير للعصيان المدنى ورفع شعار إسقاط النظام الخائن.). ( أمريكا طاغوت العصر – الطبعة الثالثة – ص301 )
الثورات العربية
وبالتالى فإن الثورات العربية كانت حتمية ، فهذه الأنظمة البليدة كانت لاتزال مستمرة فى حكم شعوبها بدون انتخابات ، وبدون احترام للقانون ، وبدون دستور حقيقى يتم الالتزام به ، هذه الأنظمة البليدة تصورت أن تستمر بترويج عبادة الحاكم سواء أكان ملكا أورئيسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن حقه أن يستحوذ على ثروات البلاد هو وأسرته ، ويورث الحكم والثروة ، وينفذ تعليمات أمريكا واسرائيل . بينما كان العالم يشهد موجة تحريرية من الاستبداد ومن الهيمنة الأمريكية ( راجع نفس الكتاب السابق أمريكا ...) . حتى طفح الفقر حتى فى السعودية ودول الخليج ! وبكل مؤشرات التنمية الاقتصادية والبشرية كان العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق