هل "الجيش" جزء من الوطن أم كل الوطن؟
يتساءل
" ياسر نجم " :
09/06/2016
"توزيع جيش السيسي للزيت والسكر علي المواطنين خلال الأيام الماضية" تصرف أثار موجة من السخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط عدد من السياسيين، معتبرين إياه استمرارًا لاقحام الجيش نفسه في كل شيء في البلاد.
وانتقد الناشط السياسي ياسر نجم، موقف القوات المسلحة، قائلا: "فقط فى الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، تسمع عن دور للقوات المسلحة الأمريكية أو اليابانية أو البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية في الحياة اليومية لشعوب هذه الدول".
وأوضح "نجم": أن البشرية كلها ببلادها المتقدمة والمتخلفة على حد سواء تجاوزت منذ عقود طويلة مسألة فرض النظام والانضباط وحل المشاكل بقوة سلاح العسكرى، واستعاضت عنها بقوانين وأعراف وسلوكيات تتناسب مع الخروج من حقبة القرون الوسطى.
واعتبر "نجم" أن من يطالب بتدخل الجيش لتأمين الامتحانات أو توفير مواد غذائية أو حل أية أزمة فى الحياة اليومية، يعلن بصراحة أن الحياة اليومية فى مصر ليست إلا سلسلة كوارث طبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير وأن الحياة اليومية فى مصر لا تخضعها قوانين أو أخلاق، وأن الحياة اليومية فى مصر ما زالت فى مرحلة القرون الوسطى.. ولم تتطور بعد لمرحلة القوانين والأعراف والسلوكيات.
وأضاف "نجم" أنه وفى ضوء كل هذا ليس بالمستغرب إطلاقا كل ما حدث وما زال يحدث منذ 30 يونيو 2013؛ حيث تم الاستغاثة بالقوات المسلحة آنذاك للتخلص من قوة مدنية بدلا من اللجوء للقانون والدستور وأعراف وسلوكيات المجتمعات المتحضرة، بل تعطيل الدستور وحل المجالس المنتخبة بقوة الجيش لتحقيق ذلك"، معتبرا ذلك لا يختلف كثيرا عن الاستغاثة بالقوات المسلحة اليوم لتسيير أحداث الحياة اليومية التي يقوم عليها بشكل روتيني بشر عاديون حتى فى أكثر دول العالم تخلفا وأكثر المجتمعات بدائية.
وتابع "نجم" قائلا: "المصيبة الأكبر من كل هذا أن المؤسسة التي يستغيثون بها هى التى قادت البلاد وما زالت تقودها من مرحلة القانون والأعراف والسلوكيات التى كانت تحكمنا في الماضي إلى قبو القرون الوسطى الذي أصبح هو الحاضر فقط في أم الدنيا ومعتقل للمستقبل.. في مرحلة "أد الدنيا".
من ناحية أخرى، تصر الأذرع الإعلامية للانقلاب، على إقحام القوات المسلحة في كل شيء وكأنه أصبح وصيا علي الوطن ومؤسسة فوق الوطن وليست جزءا من الوطن من المفترض أنها تنصاع للمؤسسات المدنية المنتخبة كما يحدث بالدول المحترمة؛ حيث طالب المحامي والإعلامي المؤيد للانقلاب خالد أبوبكر، السيسي بالسماح بأن تتولى القوات المسلحة إدارة المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية لتحقيق الانضباط.
وكتب أبوبكر -عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم الأربعاء-: "مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، المناهج والمدرسين والمباني والتجهيزات والمعامل والملاعب كلها من القوات المسلحة، قرر يا سيسي ما فيش وقت".
وأضاف المحامي خالد أبوبكر: "هانشتغل في التعليم عشر سنين مع جيل جديد بنفس الجدية والانضباط اللي قام بيهم الجيش في الطرق والكباري والمدن الجديدة، الاستثمار في البشر أهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق