كارثة.. إثيوبيا تبدأ في ملء السد.. والعطش يضرب "مصر"
16/06/2016
بالتزامن مع أزمة انقطاع مياه الشرب في كافة
محافظات الجمهورية، دون أسباب واضحة، كشف مصدر مسؤل بحكومة الانقلاب
العسكري، عن كارثة كبرى تقوم بها دولة "أثيوبيا" حاليا، وهي أنها بدأت
بالفعل في تخزين المياه خلف "سد النهضة".
وأشار المصدر إلى أنه من الممكن أن تكتمل
عملية التخزين خلال شهر يوليو المقبل، نافياً ما تردده حكومة الانقلاب
العسكري، بعدم قيام إثيوبيا بعملية التخزين قبل انتهاء الدراسات الفنية.
وبحسب مراقبين فإن الخطوة التي أقدمت عليها
أثيوبيا، قد تفسر للمصريين بشكل واضح أسباب تزايد أزمة انقطاع مياه الشرب
في الآونة الأخيرة، حيث باتت الأزمة تضرب كافة محافظات الجمهورية.
العطش يضرب البلاد
واضطر المئات من الأهالي في عدد من
المحافظات الجمهورية مؤخرا لإفتراش الأرض، وقطعوا الطرق بجذوع النخيل،
وأشعلوا إطارات السيارات، وترديد هتافات معادية للنظام، احتجاجاً على
معاناتهم مع انقطاع المياه أياماً عدة متواصلة، خصوصاً مع ارتفاع درجة
الحرارة وصوم شهر رمضان.
وعبّر كثير من الأهالي في محافظات الصعيد،
مثل أسوان وقنا والأقصر وسوهاج والوادي الجديد، ومحافظات الوجه البحري مثل
البحيرة والدقهلية والإسكندرية والشرقية والقليوبية، عن غضبهم الشديد من
استمرار انقطاع المياه، مؤكدين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والبلاغات
إلى المسؤولين، ولكن دون جدوى.
وأدت تلك الاحتجاجات بالمحافظات، إلى توقف
حركة المرور داخل عدد من المحافظات بشكل تام، وتكدس عدد من السيارات كيلو
مترات عدة، كما توقفت حركة المرور بين المحافظات.
تبريرات حكومية واهية
وبدلا من اطلاع الناس على حقيقة الأمر وأن
منسوب مياه النيل بدأت في الانخفاض بشكل واضح بسبب خطوات ملء السد، زعم
مسؤل بحكومة الانقلاب أن ارتفاع درجة الحرارة في مصر حالياً كان سبباً في
انقطاع التيار الكهربائي، بسبب شدة الأحمال، ما أثر سلباً على عمل بعض
محطات المياه التي تعتمد بشكل كلي على رفع المياه بالكهرباء.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن
كثيراً من شبكات الكهرباء، خصوصاً في محافظات الصعيد، في حاجة للصيانة أو
التجديد، إما بسبب انتهاء عمرها الافتراضي أو الأعطال الجسيمة، وعلى الرغم
من ذلك يتم التعامل معها كوحدات منتجة، منوهاً إلى أن مصر مهددة بشح مياه
وكهرباء، على الرغم من تصريحات المسؤولين المغايرة لذلك.
ويتساءل مواطنون مصريون عن خطط الإحلال
والتجديد، ومليارات الجنيهات التي أعلنتها الدولة لتمويل إحلال مواسير
المياه في عدد من المحافظات، وعجز الشركة القابضة للمياه عن توفير كوب ماء
نظيف لكل مواطن.
إثيوبيا بدأت في ملء السد
وكان مصدر مسؤول في وزارة الموارد المائية
بحكومة الانقلاب العسكري، قد أكد ىأن إثيوبيا بدأت بالفعل في تخزين المياه
خلف "سد النهضة".
وأوضح أن الحكومة اعتادت التلاعب بالمصريين
حتى في أصعب القرارات الحياتية مثل "سد النهضة"، مشيراً إلى أن إثيوبيا سوف
تبدأ عمليات توليد الكهرباء قريباً، في الوقت الذي ما زالت فيه الحكومة
تؤكد على "مفاوضات فاشلة".
وأكد المسؤول أن صمت الحكومة على ما يحدث
داخل إثيوبيا من الاستمرار في بناء السد، شيء مريب، وغير مبرر في قضية مثل
مياه نهر النيل التي تمثل للشعب المصري قضية حياة أو موت.
وتابع استغرابه من الصمت الرسمي، بالقول إن
البرلمان المصري لم يقم بدوره حتى اليوم تجاه تلك القضية الحساسة، لكون أن
هناك أكثر من 80% من الأعضاء موالون للنظام، والبعض يخشى على كرسيه داخل
البرلمان، ولا يريد أن يتحدث، خوفاً من تلفيق أي قضية وسحبه من المجلس،
معرباً عن اندهاشه من عدم تقديم أعضاء المجلس أسئلة وطلبات إحاطة
واستجوابات للحكومة حول الاستمرار في سرعة بناء سد النهضة، وفشل كافة
المفاوضات الفنية الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق