"معسكرات الأوقاف" أداة السيسي الجديدة للتصدي لـ"فوبيا" الخوف من سقوطه
10/09/2017
تفتتح أوقاف الانقلاب ثالث معسكر لتدريب
الأئمة والدعاة بمحافظة أسوان جنوب مصر، اليوم السبت، ويليه المعسكر الرابع
في الأقصر 16 سبتمبر الجاري بعدما اقامت اول معسكرين في رأس البر بمحافظة
دمياط 13 أغسطس الماضي، والإسكندرية 23 يوليو الماضي.
معسكرات الأوقاف، التي عادت بعد توقفها لمدة 6
أعوام عقب ثورة يناير 2011، تستهدف "تصحيح المفاهيم المغلوطة ضمن تجديد
الخطاب الديني، وتحصين الأئمة من الأفكار المتشددة" بحسب رئيس القطاع
الديني في الوزارة الشيخ "جابر طايع".
بيد أن تصريحات وزير أوقاف الانقلاب وحديثه
عنها كشفت أدوارًا أخرى لها تتعدى تجديد الخطاب الديني وتمتد إلى ما يسمى
"التصدي لمخططات إفشال الدولة"، ويقصد بها هلع قائد الانقلاب من إسقاط
الشعب له والثورة عليه، ومحاولة سلطة الانقلاب الإيهام بأن هذا له علاقة
بإسقاط الدولة لا سلطة الانقلاب.
وهو ما أشار له الدكتور عبد الله الأشعل
السفير السابق وأستاذ القانون الذي نبّه لمحاولات سلطة الانقلاب ربط نفسها
بالدولة، وشدد على أنها شيء والدولة نفسها شيء آخر.
وتساءل: "لماذا يصر النظام عندنا على أنه
الدولة؟ ولماذا يتمسح أنصاره بمصر الدولة؟، وهل دعم النظام هو دعم لمصر حتى
لو تخلى عن أرض الدولة وأضر بالبلاد والعباد ويجند الموارد لمعاركه
بحساباته؟!.
وحرص وزير اوقاف الانقلاب في كلماته أمام
الائمة وخطاب المساجد في هذه المعسكرات على تكرار الربط بين "سلطة
الانقلاب" و"الدولة"، زاعمًا أن من أهم الحروب التي تواجهها الدولة المصرية
حاليًا: "حرب الإشاعات والأكاذيب وتشويه الرموز الوطنية والتهوين من
الإنجازات، والعمل على تصويرها على أنها إخفاقات، ومحاولات هدم الدول التي
تجاوزت إطار المخططات إلى نطاق صناعة الهدم".
ومنذ حديث عبد الفتاح السيسي القلق مما اسماه
"مخططات إسقاط الدولة"، في اشارة لتقارير أجهزته التي تؤكد له تصاعد
الثورة العبية ضده وقرب سقوطه، ومطالبته بالتوعية بهذا المخطط وحديثه الذي
اصار السخرية حول "لازم يبقى عندنا فوبيا من إسقاط الدولة"، خلال كلمته
بالجلسة الختامية بالمؤتمر الوطني للشباب بالإسكندرية يوليه الماضي، تم
تجييش العديد من الوزارات والاجهزة الحكومية للتصدي للدعوت الشعبية لإسقاطه
واخرها هاشتاج "ارحل يا سيسي" الذي حظي بمراكز متقدمة أمس الجمعة علي
تويتر.
وشاركت عدة وزارات، منها الاوقاف، وجهات
حكومية أخري في فعاليات حول هذه "الفوبيا من اسقاط الدولة"، وكان أخر تطور
في هذا الصدد إعلان "كرم جبر" رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أنه يجري إنشاء
"مرصد لمواجهة الشائعات" تابع للهيئة ضمن خطط إفشال أي مخططات لإسقاط
الدولة.
ما هي قصة معسكرات الاوقاف؟
يزعم الشيخ "جابر طايع" المتحدث الرسمي باسم
وزارة أوقاف الانقلاب إن معسكرات التدريب التابعة للوزارة عبارة عن محاضرات
يقوم بإلقائها على الدعاة وشباب الأئمة مجموعة من أساتذة جامعة الأزهر،
وأنها موجودة منذ حوالي 30 عاماً، ولها موازنة خاصة ترصدها وزارة الأوقاف.
ويشير لأن هذه المعسكرات "عبارة عن بروتوكول
بين جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف بهدف تأهيل الأئمة والدعاة فكريا وعلميا
ومهاريا وتدريبهم على أساليب الإلقاء اللغوي الصحيحة، فهي نقل تجربة جيل
إلى جيل آخر".
ويوضح أن سبب تسميتها بالمعسكرات "لأنها
عبارة عن معايشة كاملة ليوم كامل بين شباب الدعاة وكبار الأئمة وأساتذة
الأزهر مثل الدكتور عبد الله النجار والدكتور بكر زكى عوض وعمداء كليات
جامعة الأزهر"، إضافة الي جانب ترفيهي للدعاة بتنظيم رحلات الثقافية
وسياحية لهم في المناطق التي يعقد فيها المعسكر.
وعن سبب إلغاءها ثم عودتها الان، يقول رئيس
القطاع الديني في وزارة الاوقاف أن الاوضاع الامنية وصعوبة التنقلات عقب
ثورة يناير 2011 وما شهدته الطرق من غياب للأمن أجبر الوزارة على إلغاء
رحلات المعسكرات، والان أعدناها.
ويشير لاستفادة خمسة قطاعات في الوزارة من
هذه المعسكرات وهم: الأئمة والوعاظ، والواعظات، والإداريون والقيادات
الوسطى وطلاب المعاهد الأزهرية والوافدون من دول أخري".
المعسكرات و"فوبيا سقوط السيسي"
وعن دور المعسكرات ضمن "فوبيا" مخططات اسقاط
الدولة، يزعم الشيخ "طايع" أن "هناك بعض الشباب الذي يتبنى أفكارا متطرفة
هي في الحقيقة افكارا هدامة للدولة وللمجتمع، لذلك ندرب الائمة على كيفية
احتواء هؤلاء الشباب ومحاولة تنوير فكرهم الغير صحيح ونبذ العنف والتطرف".
ويضيف: "دور المعسكرات التدريبية هو تصحيح
للمفاهيم والأفكار المتطرفة والمغلوطة، وهذا التصحيح يصب في صالح اسقاط
مخططات اسقاط الدولة"، ويقصد بذلك تدريب ائمة المساجد في هذه المعسكرات على
الخطابة في المساجد لمطالبة المصريين بعدم الثورة علي السيسي واعتبار ذلك
هدم للدولة لإيهام المصلين وغسيل عقولهم بأن قائد الانقلاب هو الدولة!.
أربعة أهداف للمعسكرات
وقد كشف وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة
أن هذه المعسكرات تركز على اربعة قضايا رئيسية هي: القيم والسلوك، ومواجهة
التطرف، و"التوعية بمخططات إفشال الدولة"، وشرح مخاطر الانفجار السكاني،
بما يجعل الائمة والوعاظ يركزون عليها في خطبهم ودروسهم.
وهو ما يعني ان وزارته تركز علي تدريب ائمة
ووعاظ وواعظات المساجد علي التصدي لأي ثورة شعبية أو انتقادات لسلطة
الانقلاب بزعم أن هذا "هدم واسقاط للدولة"!
وقد أشار لهذا الدكتور طارق فهمي، أستاذ
العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والقريب من سلطة الانقلاب حين وصف أهمية
هذه المعسكرات ضمن خطط السيسي للتصدي مدعيا أنها ستتصدى لمخططات "هدم
استقرار البلاد"، وكأن قائد الانقلاب هو مصر وسقوطه بثورة كما حدث مع مبارك
معناه سقوط مصر كدولة كما يروج مثقفي الانقلاب.
ويزعم "فهمي" أن هناك دور للأئمة ضمن أجهزة
الدولة في التصدي لمخططات إفشال الدولة ولا يعي بها المواطن، مطالبًا
"بضرورة نشر الوعي بين المواطنين لمخطط إفشال الدولة"، في اشارة لدعوات
الثورة ضد السيسي.
والخلاصة ان قائد الانقلاب وسلطة يفزعهم
الغضب الشعبي المتزايد ودعوت اسقاطه ورحيله عن السلطة فيحاولون تصور الامر
علي انهم هم الدولة وثورة الشعب ضدهم معناها هزيمة وسقوط الدولة نفسها،
ويسعون في هذا الصدد لتجييش اعلام الانقلاب وائمة الاوقاف للعب دور في هذا
الصدد أملا في ايقاف الثورة الشعبية ضد سلطة الانقلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق